19 أكتوبر 2025
تسجيللقد كتبت مقالا في الأسبوع الماضي تحت عنوان" أين وطني " تناولت فيه شيئا من المعاناة التي يعيشها العديد من اهل قطر ممن لا يحملون الجنسية القطرية وليس لهم اي بلد آخر وكيف انهم مهددون في اي لحظة بشبح الترحيل والابعاد الى لا وطن..!!.ووصلني العديد من المكالمات والرسائل التي تؤيد ما كتبت وتثني على المقال وطلبت مني بعض الأسر زيارتها في منازلها لشرح المعاناة بشكل اكبر وانا اشكر الجميع ويسعدني ان استمع اليهم.لقد اثلجت صدري عبارات الاطراء الجميلة التي تلقيتها بالتويتر ومسجات الواتس اب وكذلك التعبير الرائع الذي تلقيته بأن المقال من عنوانه تدمع له العيون.. وقد استوقفتني رسالة مميزة من الأخ علي خميس علي اضع بعض مقتطفاتها:" أود في البداية أن اشكرك على كتابة مقال أين وطني؟لقد اثار العنوان الكثير من الشجون منذ اللحظة الاولى..قطر هي الوطن الذي ولدت فيه وقضيت فيه سنوات عمري الأربعين وتزيد بضع سنين.قطر هي الوطن الذي قضى فيه والدي زهرة شبابه وأرتوت ارضه من عرقه.قطر هي الوطن الذي يضم بين جنباته رفات أمي رحمها الله تعالى.قطر هي الوطن الذي ولد وتربى ودرس فيه ولدي؟قطر هي الوطن الذي أشعر فيه بالأمان؟قطر هي الوطن الذي اعرف تقاليده وتاريخه وتراثه الذي نفتخر به جميعا.فأنا لا اعرف غير قطر وطنا" لي.الحمد لله اتمتع بكافة حقوقي واكثر منها من كفيلي الذي اعتبره مثل أخ لي ودولة قطر الحبيبة ليست وطني الثاني بل هي وطني الاول والاساس.عزيزي الاستاذ أحمد:في قطر هناك من لا يعرفون غير هذا الوطن وربما لم يجتازوا الحدود القطرية الا للحج او العمرة ومع ذلك لابد لهم من موافقة الكفيل للخروجية هم يعرفون المدن القطرية وتاريخها وطرقها في قطر كما يعرفون ابناءهم.سيدي هناك فئة تعاني كثيرا من حملة الوثائق المصرية للاجئين الفلسطينيين.هؤلاء من كان والده قد عمل في التعليم والصحة والبناء والزراعة والتجارة...الخ.لقد شاركوا أبناء هذا الوطن في نهضته الاولى يدا بيد فوضعوا أساسا ونهجا نسير عليه اليوم حتى أرتوت الارض من عرقهم وتعطرت انفاسهم بهواء البحر وحين يتجاوز احدهم الستين من عمره يبحث عن كفيل ربما في عمر احفاده.لا أحد ينكر دور دولة قطر حكومة وشعبا في احتواء هذه الفئة فقدمت لهم العيش الكريم والرعاية الصحية والأمان... لكن ظل شبح الاستقرار هو الهاجس الذي لا يفارقهم في حياتهم.لماذا لا يمنحون اقامة دائمة من خلال اطار قانوني يتيح لهم فرصة الاحساس بالاستقرار وحرية العمل والبناء؟.كما ان تشغيلهم وانخراطهم في سوق العمل أسهل بكثير من استقدام المزيد من العمالة والموظفين بحكم مولدهم في قطر والتصاقهم بثقافة الشعب القطري".. انا اوافق الأخ علي بأن من حق هذه الفئة وغيرها ممن تربى على هذه الأرض الطيبة لعشرات السنين ولا يعرف بلدا غيرها، إن لم يمنح الجنسية القطرية فيجب منحه على أقل تقدير الاقامة الدائمة دون حاجة لوجود كفيل.الغريب ان تجد من يمضي حياته في قطر ويعامل مثل الذي لم يمض على وجوده شهر..!!.كل الشكر والتقدير لك يا أخ علي وانا متفائل بأن تحل مثل هذه القضية في اسرع وقت، فقط ارجو من الجميع الا يتخلى عن معنى"قطر هي وطني".