13 سبتمبر 2025
تسجيلليس هناك من مشهد يثير الأعصاب في عالمنا العربي مثل تلك السيدة المصرية التي يبدو عليها آثار الفقر والفاقة ومع هذا تهتف " شط يور ماوس أوباما..سيسي يس سيسي يس، مرسي نو مرسي نو"، وهي تطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يغلق فمه وتهتف للسيسي بلغة إنجليزية عجيبة فكلمة "ماوس" المقصودة ليست إلى "ماوث" وشتان ما بين الفأر والفم..ماوس هذه السيدة يختصر وصف المشهد في العالم العربي، فهذا العالم يغرق في اللاوعي والتخلف والاستبداد والدكتاتورية والفقر والبطالة والتمزق، وللأسف الشديد فإننا أمام مشهد مأساوي فكل ما في العالم العربي يئن، هذا إذا جاز الحديث عن وجود عالم عربي حقيقي في ظل هذا المشهد الأسود.في المنطقة التي سماها الغرب "الشرق الأوسط" تمتد أرض يعيش عليها عرب من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، المتنازع على اسمه مع إيران والتي تصر على تسميته بـ"الخليج الفارسي"، فهل النزاع فقط على الاسم "عربي أو فارسي"؟ بالطبع لا، لأن النزاع على التاريخ والحضارة والدين والقومية، فإيران الفارسية لا تريد أن تكون جزءا من مشهد "الشرق الأوسط" الذي يشكل العرب فيه الأغلبية، ولكنها تريد أن تكون الإمبراطورية الإقليمية القائم بذاته من دون أن تكون ملحقا "للعرب أو الإسلام"، ولا شك أن إيران تحقق على الأرض "إنجازات" كبيرة لابد من الاعتراف بها.إيران ليست المشكلة الوحيدة للعالم العربي، فمصر تغرق في حالة مزرية من الفقر والبطالة والكساد بسبب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الشرعي والإرادة الشعبية وأصوات الناس، لكن هذا الانقلاب أطاح بمصر كلها، فخزينة الدولة مفلسة ولا يوجد فيها ما يكفي لدفع الرواتب، و"الحالة واقفة" والدولة مستقيلة من واجباتها تجاه الشعب، لأنها مشغولة بقتل المتظاهرين المعارضين للانقلاب واعتقالهم وفتح سجون جديدة، ولا يوجد لديهم ما يكفي من الوقت لتقديم خدمات للناس.أما سوريا فلا يوجد في سمائها إلا البراميل المتفجرة والقتل المجاني والتجويع والحصار، وعالم لا يكترث، لمجازر إرهاب نظام الأسد وكأن ما يجري في فضاء آخر، ولبنان يرزح تحت سيطرة حزب الله وإيران، فلا حكومة تتشكل ولا رئيس ينتخب إلا بعد مخاض عسير وتوافقات تكتب بحد السكين.وفلسطين لم يعد يتذكرها أحد، والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي يقضمها يوميا، والقدس تهودت والاستيطان أكل الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الحصار، واللاجئون الفلسطينيون يعانون الأمرين ويعانون من القتل والحصار والجوع في سوريا، ويمنع لبنان دخولهم هربا من الحرب، وتم تفريغ العراق منهم ودول الخليج تغلق الأبواب دونهم.. وحدها تركيا تستقبلهم.العالم العربي يغرق في الفساد وسوء الإدارة وعدم الكفاءة والفساد وقلة الفاعلية، فلا يوجد جامعة عربية واحدة ضمن أول 400 جامعة في العالم والطلاب العرب يحتلون المراكز الأخيرة في الاختبارات الدولية، ويكاد يكون العالم خاليا من الصناعة اللهم إلا صناعات "العصير واللبن" وأشياء صغيرة، ويستورد العالم العربي غذاءه ويدفع 50 مليار دولار سنويا لكي يأكل، ومصر وحدها تستورد 11 مليون طن من القمح.العالم العربي ليس أكثر من حزام بؤس يمتد من موريتانيا إلى عمان مرورا بالصومال وما بينهما ومع هذا يخرج علينا من يقول "شط يور ماوس أوباما".. ترى من هو الذي يجب أن يغلق فمه؟