03 أكتوبر 2025

تسجيل

التعليم المفتوح الأمنية والحلم

12 مايو 2013

لا شك أن النهضة التعليمية المذهلة التي شهدتها البلاد في السنين الأخيرة، والتي بدأت بإنشاء مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي تتولى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئاستها والإشراف عليها، حيث كان لهذه المؤسسة المتفردة وغير المسبوقة في المنطقة دور فاعل في قيادة عملية الإصلاح الكبيرة والواسعة في قطاع التعليم والتربية والبحث العلمي، وكما هو معلوم أن التعليم هو رأس المال الحقيقي، الذي يمكن من خلاله وبه يكون الاستثمار في كل قطاع آخر يتم العمل على الارتقاء به بغية النهوض بمقدرات الدولة والمجتمع في كل مجال. ولاشك ايضا أن التعليم طبقات ومستويات، فهناك من أصحاب الدخول المحدودة، سواء من المواطنين أو المقيمين، أو حتى من تلك الفئة المهضومة حقوقها، التي يتناساها الكثيرون وأعني بهم فئة أصحاب الوثائق القطرية، والذين ومن خلال رسائل كثيرة ترد منهم يحكون أنهم غير قادرين على الحاق أبنائهم بالمدارس المستقلة حيث إنهم محسوبون من المقيمين ومن ثم وبكل تأكيد غير قادرين على الحاقهم بتلك الجامعات المميزة والباهظة التكاليف. ويكون السؤال ما هو الحل لمن يحبون أن يرتوون بالمعرفة ونور العلم ورغم إننا ومنذ سنوات ندعو الى حرية التعلم وخاصة لـ غير القادرين ونعني به أشكالاً وأنماطاً اخرى من التعليم غير المكلف والمعتمد في كثير من الدول العريقة واعني به التعليم المفتوح (on line)، الذي لا تقبل شهاداته هنا للمواطنين في حين تقبل من المقيمين على حد علمي مما يجعل مواطنين وحملة وثائق يشعرون بنوع من الغبن والظلم، وهناك سؤال يحتم عليّ أن أعرضه في هذا المقال هل حملة الوثائق القطرية من المواطنين ام من المقيمين؟ إذا ارادوا الالتحاق بالمدارس المستقلة قالوا عنهم انهم من المقيمين وتنطبق عليهم شروط المقيمين، واذا ارادوا الانتساب أو الالتحاق بالتعيلم المفتوح قالوا عنهم انهم من الموطنين وينطبق عليهم القرار. بينما ليس لديهم اقامة ولا كفيل ولا يعتبرون من المقيمين لانهم وعلى حسب ماورد لي ايضا أن احد الاشخاص من حملة الوثائق استقدم خادمة وعندما اراد ان يعمل بطاقة الكترونية لنفسه لتجديد اقامة الخادمة عبر الحكومة الالكترونية ذهب الى الجوازات للاجراء اللازم واكتشف انه لا توجد له اقامة على موقع المقيمين وذهب الى موقع المواطنين واكتشف انه ايضا ليس من المواطنين، إذن من أي نوع هو من أي ارض هو مع انه يكن كل الحب والانتماء الى قطر، نعود الى موضوع التعليم، ويكون السؤال الأهم وما فائدة هذا النوع من التعليم وسأحاول أن أبين ولو باختصار إنه يقدم الآتي: — • توفير فرص التعليم لكل مواطن مع الايمان بقيمة استمرارية التعيلم. • توفير حرية الدراسة للمتعلم بتحريره من القيود أي دون فرض نوعية التعليم وكيفيته. • توفير نمو مهني للعاملين في مواقع العمل • توفير أساليب ووسائط تعليمية جديدة • توفير فرص التعاون العلمي والبحثي والتعليمي بين مؤسسات التعليم في العالم العربي. • إعداد وتنمية الكوادر المختلفة في مجالات الحياة المختلفة حسب احتياجات المجتمع. • الإسهام في حل المشكلات الناجمة عن عجز مؤسسات التعليم التقليدية عن استيعاب الأعداد المتزايدة الراغبة في الدراسة الجامعية وعدم القدرة في توفير التخصصات المختلفة • توفير الفرص لمن فاتتهم فرصة استكمال تعليمهم لتحقيق مبدأ ديموقراطية التعليم. • توفير فرص التعليم والتدريب المستمرين في أثناء الخدمة والعمل • الإسهام في تعليم المرأة وتشجيعها على ذلك وتوفير الجو المناسب لها دون قيد أو شرط. • الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار • يسهم هذا النوع من التعليم في زيادة وحدة الشعب وتماسكه وتحريره من القيود الاجتماعية والاقتصادية. وأخيراً ان الجهود الفردية التي يقوم بها مركز تعليمي أو مدرسة أو وكيل لجامعة ليست كافية ولن تسهم بالقدر الكافي في نشر هذا النوع من التعليم لغير القادرين أو لمن فاتهم قطار التعليم وأراد أن يعود، وأيضاً لمن لا يملكون ويواجهون ظروفاً قاسية، سواء مادية أو معنوية. إذن هو رجاء لراعية التعليم وصاحبة نهضته سمو الشيخة موزا بنت ناصر بأن تولي التعليم المفتوح عناية واهتماماً حتى تكون مظلة العلم تشمل الجميع لأن التعليم المفتوح يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه وازدهاره من خلال تجميع واستثمار رأس المال البشري، كما يعاون الفرد على أن يحيا حياة كريمة عبر تعديل السلوك واكساب المتعلم اتجاهات صحيحة، ويهدف أيضا إلى إعداد الكوادر البشرية الفنية المتعلمة وتنميتها في مختلف الميادين ومجالات المجتمع وبالتالي يسهم في تنفيذ خطط التنمية التي تضعها الدولة وتحقيق الرؤية الوطنية لقطر 2030.. والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل