12 سبتمبر 2025
تسجيلاتضحت الكثير من الأمور الخافية بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في البحرين والتي كانت أقرب لأعمال التخريب والانتقام من الحكومة الرسمية ومن الطائفة السنية بشكل عام في البحرين والتي تمثلت واتضحت جلياً في الاعتداءات على طلبة وطالبات جامعة البحرين بل ومرضى مستشفى السليمانية هناك بالإضافة إلى تلك الاعتداءات الوحشية على جاليات مسلمة من الآسيويين المقيمين على أرض البحرين مما جعلنا نُصدم كثيراً بتلك الأحقاد الدفينة في قلوب تلك الحفنة من المخرّبين وليس من المتظاهرين، الذين اتضحت ولاءاتهم وأبعاد تحركاتهم من خلال بعض تصريحاتهم وأقوالهم هنا وهناك، بل واتضحت أكثر من خلال تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين استنكروا وتدخلوا بشكل سافر وبالغوا في إظهار غضبهم وامتعاضهم بل واعتراضهم على تدخّل " قوات درع الجزيرة " في البحرين والذي كان قانونياً ومنطقياً، الأمر الذي كشف عن خبث نوايا إيران في الهيمنة على البحرين وعلى دول الخليج الأخرى. وعندما أقول " اتضحت " أعني أنه في السابق كان هناك من يجادل في إيجاد مبررات ونوايا حسنة لهذه الفئة التي تظهر وطنيتها الخليجية وقوميتها العربية بينما هي في الواقع تبطن وطنيتها الأخرى وقوميتها الأخرى، فلم يعد بالإمكان إيجاد مبررات أخرى لتلك الفئة المخرّبة في دول الخليج العربي " وليس الفارسي " والتي يكفيها – أي دول الخليج – ما بها من مشكلات وصعوبات أو تحديات تواجهها ما بين الفينة والأخرى، ولكن هذه المشكلة لابد ألا نتجاهلها كدول خليجية مجتمعة كما حدث في السابق حيث تتخذ كل دولة مواقف منفردة في التعامل مع إيران كدولة مصدرة للثورة وكبلد جار ينبغي أن يحترم حقوق جيرانه لا أن يثير الشكوك حول نواياه وأطماعه في جيرانه، ناهيك عن سياساته المغايرة لسياسة جيرانه من دول الخليج التي توالي الولايات المتحدة الأمريكية بينما إيران تعاديها أو بلفظ " أصح " يظهر لنا أنها تعاديها، لأن هناك تقارير ومخططات تسربت منذ فترة طويلة ولكننا – كعادتنا – نغض الطرف عنها أو لا نأخذها على محمل الجد كما يفعل الآخرون، وهذه التقارير والمخططات كانت تقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد إعطاء الضوء الأخضر لإيران لزيادة نفوذها وتقوية شوكتها في دول الخليج العربي بل ومساندتها في تصدير الثورة إن لزم الأمر من أجل وفي مقابل أن توقف إيران برنامجها النووي الذي يقلق أمريكا كما يقلق حبيبتها وربيبتها " إسرائيل ". وما يؤكد لنا ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد لنا يوماً بعد آخر بأنه " ليس لها صاحب " حتى وإن كان ذلك الصاحب " حسني مبارك " على سبيل المثال الذي أمضى زهرة شبابه وهو يتلقى أوامرها وينفذ تعليماتها بل ويطيع سادتها وكبراءها من أجل حفنة دولارات ولعل آخر تلك الأوامر كان واضحاً عندما أسهمت حكومة حسني مبارك في حصار إخواننا في غزة وكادت أن تخنقهم بيديها لولا أن رفع الله الغمّة عن غزة وعن مصر أيضاً بخلاصها منه إلى غير رجعة، فلم تحتضنه أمريكا وإنما تركته ليموت بحسرته، نادماً على ذلك الشباب الذي قضاه في طاعتها، فهل على الجميع أن يفعل ما فعله حسني مبارك حتى ينتهي إلى نفس النتيجة؟ أم أننا سنكون على قدر من الوعي والإدراك فنفهم أن الولايات الأمريكية لا يهمها إلا مصالحها، وبالتالي فإننا نُصدّق تماماً أن تعطي الضوء الأخضر لإيران كي تتدخل في الخليج على حساب معتقداتنا وديننا، لأنها لا يهمها ذلك كلّه وإنما يهمها مصلحتها ومصلحة حبيبتها " إسرائيل ". ولعل العتب البحريني على قناة الجزيرة جاء مبرراً جداً عندما أحس الإخوة هناك أن قناة الجزيرة لم تفهم حقيقة تلك التحركات المخرّبة وانخدعت بمقولات رؤوس الفساد هناك ولم تفهم بأن تلك التحركات تُظهر الحريّة في العلن بينما تُبطن العبودية في الخفاء، العبودية هي أن تحاول دولة كإيران أن تحرّك أفراد طائفتها الشيعية من أجل انقلاب هنا أو هناك، كي تمهد الطريق لمخطط آخر تنوي فعله بهذه الدول الخليجية مجتمعة. فالجزيرة لم توفق – من وجهة نظري – في إعطاء الصورة الحقيقية لتلك الأحداث وإنما استهوتها تغطية الشارع كما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن، فسارعت إلى تغطية الشارع في البحرين، الأمر الذي كان مختلفاً تماماً من حيث النوايا الخفية والأحقاد الدفينة، ولعل الخطأ الذي وقعت فيه قناة الجزيرة كذلك كان بتكرار نفس الوجوه المعارضة والتي أصبحت تستضيفهم الجزيرة في أعقاب كل حادثة تجري، وكأنها بذلك قد أعطتهم الحرية في أن يغالطوا وأن يزيفوا حقيقة ما يجري، خاصة أنها – أي الجزيرة – لم تقم بتغطية الأعمال التخريبية وجرائم القتل الشنيعة التي ارتكبها هؤلاء المخرّبون في أهل السنة من المواطنين والمقيمين. إن على دول الخليج العربي ومن ينتمون إليه أصلاً وجذوراً أو حتى أولئك الذين وُلدوا وتربوا وعاشوا فوق هذا الجزء من العالم العربي أن ينتبهوا إلى خطورة ما يحاك ضدهم من مؤامرات وما يكاد لهم من مكائد تستهدف قلب أمنهم خوفا وقلب عقيدتهم شركاً وضلالة، ناهيك عن أطماعهم في هذا الجزء من العالم العربي الذي يملك من الموارد والأموال ما لا تملكه دول أخرى مجتمعة، فمتى سننتبه من غفلتنا ونفهم الدرس ونقرأ التاريخ حتى نستفيد من كل ذلك في استشراف ما سيأتي من أحداث قادمة.. قبل فوات الأوان.. حتى لا يقال يوما ما: كان هنا.. خليج عربي.