10 سبتمبر 2025
تسجيللاحظ دكتور هربرت بنسون صاحب مصطلح "استجابة الاسترخاء" أن العديد من مرضاه يصابون بارتفاع ضغط دمائهم عند زياراتهم له في مكتبه (زيارة المراجعة) ووجد أنه قد أعطاهم جرعات زائدة من الدواء، وبالبحث في الأمر علم أنه لم يكن عليه أن يزيد جرعة دواء ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذا الارتفاع الذي كان يصيب مرضاه كان مؤقتا، وذلك بسبب القلق الذي ينتابهم مما أُطِلقَ عليه "ارتفاع ضغط الدم بسبب المعطف الأبيض". متـأثراً بملاحظته تلك قرر بنسون ان يَجري عدة تجارب على طلابه، يقوم فيها بتعريضهم لضغوط مختلفة ثم يساعدهم على الاسترخاء بعد ذلك. وكان الشيء الغريب والملفت للنظر في تلك التجارب، أنها أُجريت في نفس الحجرة بجامعة هارفارد، والتي اكتشف فيها عالم الفسيولوجي والأعصاب والتركانونعلاقة مباشرة بين الضغوط واستجابات الجهاز العصبي والغدد الصماء في الحيوانات، أنها استجابة "اهجم أو اهرب" حدث ذلك منذ حوالي ستين عاماً مضت. لقد طلب بعض من ممارسي التأمل التجاوزي من بنسون أن يَدرس حالتهم أثناء ممارستهم للتأمل ويعلق د/ بنسون على ذلك قائلا:- "كان علي أن أحضرهم للجامعة في وقت متأخر جداً من الليل، وكان علي أن أفصل بين ممارساتي الطبية وبين هذا البحث" وذلك حتى لا يعرف زملاؤه ببحثه ذاك. فعليه أن يلتزم السرية التامة حتى لا يتعرض للأذى! بعد أن أجرى بنسون تجاربه وصل إلى اكتشاف غاية في الأهمية ويعبر عن ذلك قائلا:- "لقد وجدت أن استجابة الاسترخاء هي عبارة عن منظومة فسيولوجية متكاملة بالضبط مثل استجاب " اهجم أو اهرب" – والتي تتولد بسبب تعرض الإنسان للضغوط". اكتشف بنسون خلال دراسته تلك أن ممارسي التأمل تنتج أجسادهم ما أطلق عليه "استجابة الاسترخاء" وذلك أثناء تأملهم.