الأخلاق أولاً 

حين ننظر إلى أي إنجاز يصل إليه أي فرد من أفراد المجتمع يجب علينا في البداية النظر إلى أخلاقه فلا قيمة لأي إنجاز بدون أخلاق ، فالعالِم لا يسوى علمه شيئا إن كان بدون أخلاق، والمتميز لا يسوى تميزه شيئا إذا كان بدون أخلاق ، فكلها أمور جميلة ولكن تفقد قيمتها إذا فقدت الأخلاق ، وتتزين أكثر إذا زادت فيها الأخلاق. وهنا نأتي إلى أهمية إعداد الأبناء أخلاقيا قبل إعدادهم علميا أو في أي أمر آخر ، فلا فائدة حين تركز على تعليم أبنك العلوم المختلفة ولا تعلمه الأخلاق ، فللأسف نرى الكثير من المتميزين المتكبرين وهؤلاء مهما حصلوا على تميز يبقى ذكرهم وشكلهم صغيرا بسبب أخلاقهم ، فيجب أن يتم الاهتمام بتقويم الأخلاق أولا وبعدها يأتي أي شيء آخر.  وأيضا يجب على كل شخص يصل إلى التميز في أي أمر دائما أن يراجع نفسه وأخلاقه ويقوّم نفسه قبل أن يسقط في بحر الكبر والأمور السيئة التي يتبعها ، فلا شهرتك تسوى شيئا بدون أخلاق ولا تميزك.  وهنا أيضا رسالة إلى كل شخص وصل لمرحلة الشهرة الإعلامية ، يجب عليك أن تعي أن كل ما بنيته لتصل إلى هذه الشهرة سيذهب إذا ذهبت أخلاقك ، ولو حصلت على الشهرة بدون أخلاق فسيكون ذكرك سيئا بين الناس فلا تفرح بهذه الشهرة.  يجب على جميع الناس دائما ان يقفوا مع أنفسهم وقفات وأن يقوّموا أنفسهم وهو أمر ليس خطأ ولا عيبا ولكن هي وقفة محاسبة للنفس لتقويمها وتحسينها والوصول إلى أعلى مراتب الأخلاق والابتعاد عن كل خلق سيء حصلت عليه بقصد أو بغير قصد ، ولا تحزن إذا استمعت إلى انتقادات الناس بل يجب عليك أن تأخذها على محمل الجد وتصلح نفسك في الأمر الذي تم انتقادك فيه.