13 سبتمبر 2025
تسجيلجاء في كتاب الأغاني أن الحكم بن عبدل كان أعرج ولا تفارقه العصا، فترك الوقوف على أبواب الأمراء والملوك، وأخذ يكتب حاجته على عصاه ويبعث بها مع رسوله، فكان لا يحبس له رسول ولا تُؤخَّر له حاجة.. فقال في هذه العصا الشاعر يحيى بن نوفل: عَصَا حَكَمٍ في الدَّارِ أَوَّلُ داخِلٍونحنُ على الأبوابِ نُقْصَى وَنُحْجَبُوكانتْ عَصَا مُوسى لفرعونَ آيةًوهذي لَعَمْرُ الله أَدْهَى وأَعْجَبُتُطاعُ فلا تُعْصَى وَيُحْذَرُ سُخْطُهاويُرْغَبُ في المرضاةِ منها ويُرْهَبُ* وخرج ذات يوم الحكم بن عبدل فلقي شخصاً يسأل الأمير وهو أعرج، فقال ابن عبدل للرجل:أَلْقِ العَصَا وَدَعِ التَّحامُقَ والْتَمِسْعَمَلاً فهذي دَولةُ العُرجانِلأَميرنا وأَميرِ شُرطِتنا مَعاًيا قَوْمَنا لِكِليهما رِجلانِفإذا يكونُ أَميرنا ووزيرناوأَنا فإنَّ الرَّبعَ للشيطانِ * ومن الأشعار التي قيلت في العصا قول ابن ساره:ولي عَصاً من طريقِ الذَّمِّ أَحْمَدهالها الفَضلُ في تأخيرها قَدَميكأَنَّها وهي في كَفِّي أَهشُ بهاعلى ثمانينَ عاماً لا على غَنَميكأَنَّني قَوسُ رَامٍ وهي لي وَتَرٌأَرمي عليها سِهامَ الشَّيبِ والهَرَمِ ومن ذلك قول أحمد بن عبيد:ما للكواعِبِ يا عيساءُ قد جَعَلَتْتَزْوَرُّ عَنِّي وتُطوى دُونيَ الحُجَرُقد كنتُ أَمشي على رِجلينِ مُعتدلاًفصرتُ أمشي بِرجلٍ أُخْتُها الشَّجَرُ وقال دعبل الخزاعي:لقد هَزَزْتُكَ لا آلُوكَ مُجتهداًلو كُنتَ سَيْفاً ولكنِّي هَزَزْتُ عَصَا وقالت إعرابية في إحدى أراجيزها:أَحلِفُ بالمَرْوَةِ حَقًّا والصَّفَاإِنَّكَ أَجْدَى من تَفاريقِ العَصَا وقال محمد بن وشاح:حَمَلْتُ العَصَا لا الضُّعْفُ أَوْجَبَ حَمَلهاعليَّ ولا أَني تَمَنَّيْتُ مِنْ كِبَرْولكنني أَلْزَمتُ نَفْسي حَملَهالأُعلِمَها أَنَّ المُقيمَ على سَفَرْ أما قردة بن نفاثة فيقول:أَصبحتُ شَيخاً أَرَى الشخصينِ أَربعةًوالشخصَ شَخصينِ لَمَّا مَسَّني الكِبَرُوكنتُ أَمشي على ساقينِ مُعتدلاًفصرتُ أَمشي على ما يُنْبِت الشَّجَرُوسلامتكم...