01 نوفمبر 2025
تسجيلتشهد القاهرة هذه الأيام تحركات دولية متسارعة من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية المتفاقمة فيها في ظل استمرار صمود مؤيدي الشرعية على الأرض لمدة تسعة أشهر، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد بسبب هذه الأزمة والتي دفعت بصندوق النقد الدولي ومؤسسات اقتصادية دولية أخرى إلى التنبيه لخطورته التي ستؤدي قريبا إلى إفلاس مصر واندلاع ثورة جياع فيها.أبرز هذه التحركات كان وفد الاتحاد الإفريقي، ثم زيارة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، التي ترتبط زيارتها للقاهرة عادة بتفويض أمني دولي لقوات الانقلاب بارتكاب مجازر كما حدث في مجزرة الساجدين أمام دار الحرس الجمهوري في شهر يوليو ثم مجازر رابعة والنهضة ورمسيس في شهر أغسطس من العام الماضي.وكان واضحا من المعلومات المتداولة حول هذه التحركات أن هناك اتجاها دوليا لطرح مبادرة على تحالف دعم الشرعية تقدمه آشتون خلال زيارتها ويدعمه الاتحاد الإفريقي – الذي أبدى مرونة ملاحظة خلال هذه الزيارة في مسألة تعليق عضوية مصر في الاتحاد ربما بسبب الضغوط الأمريكية والأوروبية عليه -، يقوم على إجراء انتخابات رئاسية يكون أحد أبطالها الرئيس مرسي أو أي شخص آخر يختاره التحالف في مواجهة شخص يدعمه الانقلابيون وتكون الانتخابات برعاية دولية لضمان الشفافية.والهدف من هذه المبادرة هو محاولة كسر الخطوط الحمراء التي أعلن عنها التحالف أكثر من مرة والمتعلقة بعودة الشرعية ممثلة في الرئيس مرسي والمؤسسات المنتخبة والدستور المستفتى عليه، وكذلك محاكمة كل من شارك في سفك الدماء، وهو ما ينسحب أيضا على الدول التي ساعدت وأيدت الانقلاب. وبرغم تراجع شعبية الانقلابيين بسبب الأزمات الحياتية المتفاقمة المتمثلة في الانقطاع المستمر للكهرباء وتزايد الأسعار بشكل كبير وانهيار قطاع الخدمات، إلا أن الولايات المتحدة وأوروبا يأملون من خلال سيطرة الانقلابيين على الجهاز الإداري للدولة في إنجاح مرشحهم على حساب مرشح التحالف في حال موافقته على المبادرة، خاصة أن الهدف الأساسي للغرب هو منع سقوط مصر الذي أوشك على الحدوث لأن تأثيراته على مصالحهم في المنطقة، خاصة أمن إسرائيل، لا يمكن تحمله.لكن من المؤكد أن يرفض التحالف هذه المبادرة لأنها تنتهك الخطوط الحمراء التي أعلن الالتزام بها، فضلا عن أنه يعلم جيدا أن الحراك في الشارع سيرفضها. ولذا من المتوقع فشل هذه التحركات في اللحظة الراهنة والتي سيعقبها إجراءات أمنية أشد خطورة على المحتجين كما يحدث في كل مرة يرفض فيها التحالف مبادرات الانقلابيين ووكلائهم في الخارج.