12 سبتمبر 2025
تسجيل* أجمع فقهاء عصر الحلاَّج على أنه زنديق كافر وما هو من المتصوفين كما يَدَّعي.. وقد قال أشعاراً كثيرة تدل على خلل في عقيدته وإسلامه.. لذلك أحل فقهاء عصره دمه، ومن أشعاره التي رويت عنه:جُبِلَتْ روحُك في روحي كَمايُجبلُ العنبرُ بالمِسْكِ الفَنِقْفإذا مسَّكَ شيءٌ مَسَّنيوإذا أنـتَ أنـا لا نفتـرقْ* وقوله:مُزِجَتْ روحُك في روحي كماتُمزَجُ الخمرةُ بالمـاءِ الزُّلالِفإذا مَسَّكَ شَيءٌ مَسَّنِيفإذا أنتَ أنا في كلِّ حالِ* وقوله:قد تحقَّقتُكَ في سرِّيفخاطبَكَ لِسَانيفاجتمعنا لِمَعَـانٍوافترقْـنا لِمَعـانِإن يَكُنْ غَيَّبتُكَ التعظيمُعن لَحْظِ العَِيانِفلقد صيَّركَ الوَجْدُمن الأحشَـاء دانِ* وقوله:أريدُكَ لا أريدُكَ للثَّـوابِولكنِّي أريدُك للعقابِوكلُّ مآربي قد نِلتُ منهاسوى مَلذوذِ وَجْدي بالعَذابِ* وقوله:سبحان من اظهر ناسوتـُهُ سـّر سنا لاهوتِه الثاقبثم بدا في خلقه ظاهراًفي صورةِ الآكلِ والشَّاربِحتـّى لقد عَايـَنَهُ خَلْقـُهكلحْظِة الحاجبِ بالحاجـبِ* وقوله:أوشكتَ تسألُ عني كَيفَ كُنتَ وَمَالاقيتُ بعدَك من هَمٍّ ومِنْ حزنِلا كنتُ إن كنتُ أدري كيفَ كُنتَ ولالا كنتُ إن كنتُ أدري كيفَ لم أَكُنِ* وقال الخطيب البغدادي: الصوفية مختلفون فيه.. فأكثرهم نفى أن يكون الحلاَّج منهم ونسبه بعضهم إلى الشعوذة.. والحلاَّج لقبه أما اسمه فهو الحسين بن منصور بن محمي.. وعندما قدم الحلاَّج إلى بغداد أضل خلقاً من أهلها.. ويقال إنه ادعى النبوة ثم الربوبية، وقد واجهه الفقهاء بذلك ولكنه أنكر.. ولما رفع أمره إلى الوزير المقتدر الذي حكم عليه أن يسلَّم إلى صاحب الشرطة فيجلده ألف سوط فإن مات وإلا ضربت عنقه.. وقد قتل الحلاَّج سنة 306 هجرية.. وقد أنشد ليلة مقتله هذه الأبيات:أنعي إليكَ نُفوساً طاحَ شاهدُهافيما ورا الحيثُ يَلقى شاهدَ القِدَمِأنعي إليكَ قُلوباً طالما هَطَلَتْسحائبُ الوحي فيها أبحُرَ الحِكَمِأنعي إليكَ لسانَ الحقِّ مذ زمنٍأودى وتذكارُهُ في الوَهمِ كالعَدَمِأنعي إليكَ بياناً تستكينُ لَهُأقوالُ كلِّ فصيحٍ مقولٍ فَهِمِ* ولما أخرج الحلاَّج ليذهب به إلى القتل أنشد:طلبتُ المستقرَّ بكلٍّ أرضٍفلمْ أرَ لي بأرضٍ مستقرَّاوذُقت ُمن الزمانِ وذاقَ منيوجدُتُ مذاقَهُ حُلواً ومُرَّاأطعتُ مطامعي فاستعبَدَتنيولو أني قَنعتُ لكنتُ حُرَّاوسلامتكم...