11 سبتمبر 2025
تسجيلضمن إطار الحرب الإقليمية الشرسة ضد منابع ومصادر الإرهاب الطائفي المتوحش في المنطقة، تدور معارك وحروب وصراعات دموية متوحشة شرسة تعبر عن انهيار الدولة العراقية وخضوعها لهيمنة وسلطة وإرهاب الميليشيات الطائفية المسلحة التي وسعت مساحات الدم والخراب والعذاب في بلد لم يرتح شعبه من الحروب والدمار منذ أربعة عقود وحتى اليوم وبشكل أعاد المجتمع العراقي لقيم التوحش والهمجية والعدوانية، ففي هجمة مباغتة تم ترويع واجتياح أقضية محافظة ديالى الحدودية المتاخمة للحدود الإيرانية من قبل عصابات (بدر) الإرهابية التابعة للنظام الإيراني والتي يقودها العميد الحرسي هادي العامري قائد الحشد الطائفي الذي يعمل ويخطط ويتحرك بإيحاء وتنسيق تام مع الحرس الثوري الإيراني ولا يقوم بأي خطوة خارج سياقات الرؤية والأوامر الإيرانية المباشرة، وتمثل محافظة ديالى هما استراتيجيا للنظام الإيراني، فهي كانت المقر والقاعدة لقوات المعارضة الوطنية الإيرانية من جماعة (مجاهدين خلق) في معسكر أشرف الشهير والذي لم يرتح النظام الإيراني إلا بعد قيام حكومة المالكي التابعة أصلا للنظام الإيراني بتفكيك المعسكر وقتل العديد من عناصره ونقلهم لمخيم قرب بغداد يدعى (ليبيرتي) مورست فيه جرائم بشعة ضد المعارضين الإيرانيين استجابة لأوامر قادة الحرس الثوري الإيراني؟، كما أن التنوع الطائفي والإثني في محافظة ديالى يثير حفيظة النظام الإيراني وأنصاره الطائفيين في العراق لكونهم يريدون المنطقة أن تكون حصرا على مكون طائفي واحد! لأسباب لوجستية وإستراتيجية وطائفية مشبوهة! ، والاجتياح الميليشياوي الأخير لقضاء بعقوبة وعمليات القتل والاختطاف والسرقة ومحاولة تطفيش المكون السني وإفراغ المحافظة من ذلك المكون هو مخطط إرهابي طائفي واسع النطاق يراد له أن يكون هو الحالة السائدة في العراق، ومن متابعة تطورات الأوضاع الميدانية العراقية يبدو جليا بأن الميليشيات أضحت بمثابة عنصر سائب خارج عن أي سيطرة حكومية في ظل سلطة تتحدث كثيرا عن إصلاحات لا تأخذ طريقها للتنفيذ الفعلي، ووسط أجواء صراعات مستفحلة بين رموز العملية السياسية وأبطالها عبرت عنه خير تعبير التظاهرات الواسعة التي ينظمها تيار مقتدى الصدر الشهير بتحولاته وانقلاباته السريعة في المواقف من النقيض للنقيض المضاد، فهو بعد أن هدد باقتحام جماهيره للمنطقة الخضراء عاد وتراجع طالبا من جماهيره التظاهر عند أبواب المنطقة الخضراء! ثم سجل تراجعا آخر عبر طلبه من أتباعه التظاهر في ساحة التحرير فقط! متناسيا تهديداته الهجومية ومعللا تغيير الموقف بالرغبة في إعطاء الحكومة الفرصة رغم أنه هدد مؤخرا سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه التحديد بعواقب وخيمة! وهو تهديد يثير السخرية والتأمل بآن واحد، فمن يضمن استمرار العملية السياسية، ومن يحمي النظام من مخاطر وتهديدات معروفة هو الولايات المتحدة، من غيرها التي تدير الأوضاع وتحرك الخيوط وترسم السيناريوهات من خلال سفارتها العملاقة في بغداد! والصدر يعلم ذلك جيدا، ولكنه التنافس المرير على زعامة الشارع العراقي المحبط تماما والداخل ضمن دائرة الضياع وعدم معرفة معالم الطريق المستقبلي، وفي مقابل التيار الصدري هنالك ميليشيات مسلحة خطرة تمارس سطوتها على الشارع العراقي وتخطف من تشاء وتقتل من تشاء وهي ميليشيات تحركها إيران وأذرعها النافذة والمؤثرة في الحكومة العراقية، توحش تلك العصابات لم يعد يقتصر على قتل مخالفيها من أهل السنة بل إنه اليوم يشكل العمود الفقري لمعارك متوحشة وشرسة قادمة ضمن إطار الأحزاب الطائفية الحاكمة، فحفر المواقع بات واضحا وملموسا، والحرب الأهلية بين المكون الحاكم من أجل الانفراد بالساحة أضحت خيارا واضحا في ظل الهزائم الداخلية والانكسارات التي تعيشها تلك العصابات، حقائق الميدان تقول بصراحة بأن حجم الأحقاد المتبادلة بين قادة الميليشيات المتوحشة أكب بكثير مما يظهر للعلن! وهذا بحد ذاته عنصر وحافز قوي لإشعال الشارع العراقي الموعود بمعارك ميليشياوية مذهلة في ظل سلطة مترددة خانعة تحمل بذور فنائها معها، انفجار الشارع العراقي هو عنوان المرحلة القادمة لا محالة! ما نقوله ليس تنبؤا، بل قراءة موضوعية لواقع عراقي أتعس من التعاسة للأسف.