18 سبتمبر 2025
تسجيلفي أيام المحن والأزمات يتم الاختبار الحقيقي للقيادات التي تطبع بصمتها في التاريخ أو تلك التي يخجل التاريخ من ذكرها ويتجاوزها في صمت، ولدولة قطر ونهضتها الحديثة تاريخ حافل من العطاء والإقدام الذي عبر عنه قائد التغيير والعبور لضفة المستقبل المتطور سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وضع قطر بكل فخر على خارطة النهضة الانفجارية في العالم واستطاع بحنكته وتجرده وتضحياته وجرأته من اتخاذ قرارات مصيرية صعبة وحاسمة لا يستطيع اتخاذها إلا صنف معدود من القادة التاريخيين الذين أحبوا شعوبهم فبادلتهم شعوبهم الحب والوفاء وعقدت معهم مواثيق الولاء، ثمانية عشر عاما من البناء اليومي التراكمي نقل دولة قطر وشعبها نحو الذرى في أكبر وأسرع عملية تطور في تاريخ العالم المعاصر، وجعل اسمها علما مضيئا في دروب الأمم الحية التي تسعى في عصر المعلوماتية لإيجاد مكان لها تحت الشمس، وكان تسليم الراية والقيادة في خطوة قل نظيرها في دول العالم الثالث لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد نموذجا فذا للأثرة وللتواصل في إطار الاستمرارية، وكان لابد لتطورات الأوضاع الحرجة في هذه المنطقة الحيوية والساخنة من العالم أن تفرض رؤاها ومنطلقاتها وتفرز تحدياتها الشاخصة بما تتطلبه من اختبارات لابد منها، فالتحديات الشرسة والحملات العدائية الصريحة التي باتت دولة قطر هدفا لها يتطلب مواجهتها والتعامل معها قدر كبير من الحركية والمرونة والصلابة والحنكة القيادية، وأثبت سمو الأمير الشاب بأنه أهلا لها لكونه امتدادا أصيلا لتلك الشجرة المثمرة المباركة من القيادات التي تصنع التاريخ وينحني إجلالا واحتراما لها، لاشيء سوى إرادة رب العزة والجلال يمكنه أن يوقف انطلاقة قاطرة الخير والتقدم والنماء القطرية، ولا وجود في قاموس القيادة الشابة لأي كلمة أو صيغة للتراجع والانكفاء أو الخنوع وكسر الإرادة، "جزى الله الشدائد كل خير لأنها تظهر العدو من الصديق"، وتؤسس لصلابة بنيوية ولتلاحم بين القيادة والشعب وهو أشد ما تحتاجه الأمم الناهضة لاستكمال مسيرتها الظافرة، قطر تقف اليوم على أعتاب بل في خضم مرحلة حرجة وحاسمة من تاريخها يتقرر على ضوء كسب إدارة الصراع فيها تقرير مسار المستقبل والمسار الحقيقي للدور القطري في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وهو مستقبل لابد أن يكون بحجم الآمال والتطلعات والخطط التنموية الكبرى المرسومة لسلسلة المشاريع المستقبلية الكبرى والتظاهرات السياسية والرياضية والفنية وورشات العمل والبناء الكبرى، وهي إنجازات تحققت بالدم والدموع والتضحيات وقطر بقيادتها الصلبة الشابة وبكل ألقها وتألقها ليست على استعداد للتراجع والنكوص بل إنها وبهمة أميرها الشاب ومساندة وعزم الشعب بأسره الملتف حول أميره وقائد نهضته تخطو خطوات واسعة وواثقة نحو المستقبل بكل ثقة واقتدار وتميز وبنفس روح الانطلاق الوثابة التي لم تزدها التحديات الطارئة والمستحدثة والمفبركة إلا رسوخا وصلابة.في قطر اليوم تخطيط جلي وواضح لمستقبل نهضوي جبار بات يرعب ويقض مضاجع أطراف عديدة ويثير قلقها ويحفز بالتالي عدوانية ومواقف مستهجنة ضدها لن تزيدها إلا إصرارا على الالتزام بالمبادئ، ولن تنكفئ أبدا مسيرة الخير والنماء والتطور القطرية، بل إن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وسمو الشيخ الفارس الشاب تميم منطلق بصهوة جواده لاكتساح وتعبيد طريق المستقبل الزاهر.. أما المتطاولون والحاقدون فدعهم في غيهم يعمهون، والعاقبة للأحرار والمتقين، وحفظ الله قطر وشعبها وأميرها من كل مكروه.