12 سبتمبر 2025

تسجيل

هدية لعشاق الحمية

12 فبراير 2019

لا أتعاطف كثيرا مع مدمني الرجيم/ الحمية؛ أتكلم عن مدمني وصفات فقدان الوزن الذين ينقسمون الى فئتين، إحداهما تتكلم عن الطعام حديث بروفيسور، والأخرى لا تكف عن الشكوى من عدم نجاعة هذه الوصفة او تلك، وعلى كل حال فإنني أجد الحديث عن الحمية مملا. كل بضعة أشهر يتداول الناس، خاصة النساء، وريقات تزعم أنها الوصفة السحرية لفقدان الوزن واكتساب الرشاقة، وبالفعل فان الكثير من تلك الوصفات تجعل من يتبع إرشاداتها رشيقا، لبعض الوقت، ليسترد بعد بضعة أشهر كل ما فقده من وزن، ومن ثم فان الاطباء يقولون إن مروجي تلك الوصفات يمارسون نوعا من التجارة الخطرة، لأن فقدان الوزن السريع، كثيرا ما يصاحبه فقدان بعض مقومات العافية والصحة، ومعروف أن المجلات الطبية والعلمية الرصينة لا تنشر الأبحاث التي يزعم من أجروها أنهم توصلوا الى معادلات للإنقاص السريع للوزن، او ما يسمى بالـ «كراش دايت» والكراش هو الهبوط السريع الصاخب، وإذا حدث كراش في الكمبيوتر فمعنى ذلك أنه أصيب بانهيار عصبي يجعله عاجزا عن أداء مهامه. تبنت أكبر ثلاث مجلات طبية في الولايات المتحدة مؤخرا دراسة تقول ان هناك 14 صنفا من الأطعمة تضمن لمن يتناولها السلامة الصحية، وعدم اكتساب وزن إضافي، وتأخير أعراض التقدم في السن، والدراسة من إعداد ستيفن برات أشهر خبراء التغذية وأمراض الشيخوخة في الولايات المتحدة، وأهم ما فيها انها لا تزعم ان تلك التشكيلة من الأطعمة تجعلك تفقد كذا كيلوجرام في كذا شهر او أسبوع، بل تقول ان تلك الأطعمة صحية وتحوي سعرات حرارية قليلة، وأنها توفر لك الوقاية من أمراض القلب وبعض السرطانات والسكري والخَرَف، هذه الأطعمة هي: البقوليات ويعتبر الفول والفاصوليا والعدس وبقية أفراد هذه العائلة من أطعمة الفقراء، وعلى الأغنياء ان يتواضعوا ويأكلوها مما سيسهم في تحسين تغذيتهم ومنع «الصراع الطبقي»!، وهناك الوجبة المفضلة للبحار الكرتوني الشهير باباي: السبانخ، ولحسن الحظ فان فطائر السبانخ متوفرة في كل ركن وشارع، والسبانخ مشبع بالحديد ولهذا يتنصر باباي على بلوتو الشرير في كل معركة، وتقوم الرِّجلة (البربير) مقام السبانخ. أضف اليهما خبز الشوفان/الشعير والبرتقال والقرع (في سبتمبر المنصرم نشر طبيب القلب الأمريكي وليام ديفيس، نتيجة دارسة استغرقت منه عشرين سنة مؤداها أن الأطعمة المصنوعة من القمح (الخبز والمكرونة إلخ) تسبب كوكتيلا من الأمراض على راسها السكري وعلل القلب). وأفضل من يطبخ القرع هي المرأة السودانية بشرط ان يكون عمرها فوق الخمسين، لأن مَن هن دون ذلك يصرخن كلما نطقت أمامهن بكلمة قرع: يخ، أما المرأة المصرية فوق الخمسين فهي أفضل من يعد مربى القرع، فابحث لنفسك عن زوجتين من تلكما الجنسيتين تكونان فوق الخمسين لتضمن لنفسك التغذية المفيدة، علما بأن نساء الجنسيتين يجدن إعداد الخبز الأسمر والفول والعدس والفاصوليا!! والطماطم أيضا في قائمة الـ 14 المفيدة للصحة وتؤخر الشيخوخة.. وكذلك القنبيط (القرنبيط)، وبصراحة فإنني لا أطيق مجرد النظر الى هذا الشيء لأنه يشبه مجموعة من الحشرات الصغيرة المتشابكة، بل أخاف لمس بعض انواع القنبيط لأنها تشبه القنفذ الميت، ولكن كما يقال «يضع سره في أبشع خلقه»؛ وفي الأسماك هناك السالمون (ولكن إياكم والسالمون الاسكتلندي فقد منعت العديد من الدول تداوله بعد الارتياب في انه يحوي مواد مسرطنة).. والصويا (ولكنني سمعت مؤخرا ان الإكثار من فول وزيت الصويا يصيب الرجال بنوع من العجز الجنسي)،... آه، وهناك حبيب الجماهير العربية: الشاي بجميع أشكاله وألوانه، ولكن إياك ان تشرب الشاي مع شخص سوداني لأن كوب الشاي السوداني الواحد يحتوي على نحو 8976 سعرة حرارية، لأن ما به من سكر يكفي عائلة بريطانية لشهر كامل،.. والزبادي (الروب) متوفر وبأسعار معقولة، وقد اتضح ان البلغار والمنغوليين يعمرون لأنهم يتعاطون الزبادي بانتظام، ومن المكسرات هناك الجوز وهناك فاكهة بلوبيري التي يقول قاموس المورد انها تسمى بالعربية العنيبة.. والمقصود ليس ان تأكل فقط هذه الاصناف الـ 14 بل أن تحرص على تناول بعضها بانتظام لضمان وجبات متوازنة، مع الإقلال من تناول أطعمة من خارج القائمة. كتب الله لنا ولكم العافية وحسن الفال وراحة البال. [email protected]