11 سبتمبر 2025
تسجيلعاما بعد عام، يرسخ الحي الثقافي في الدوحة "كتارا" مكانته في الحالة الثقافية والأدبية والروائية القطرية والعربية، وتسير "كتارا" قدما إلى الأمام من أجل المساهمة برفع حالة الوعي العربي، ورفع منسوب الاهتمام الثقافي لدى جميع الفئات في قطر والعالم العربي، ورغم أن النشاطات محلية الطابع إلا أنها عربية الامتداد، مما يجعل منها حيا ثقافيا عربيا بامتياز.كثير هي العلامات الفارقة المضيئة التي يصنعها الحي الثقافي وأهمها بالطبع "جائزة كتارا للرواية العربية"، وهي الجائزة التي لاقت اهتماما عربيا كبيرا في دورتها الأولى، واستطاعت أن تحجز مكانا مرموقا في الفضاء الروائي والأدبي العربي، إلا أن الدورة الثانية بينت أن الاهتمام في تصاعد، وأنها أصبحت محطة جديدة مهمة للرواية العربية، إذ بلغ حجم المشاركات التي تلقتها إدارة الجائزة 1004 مشاركات ما بين رواية منشورة ورواية غير منشورة ودراسة، وهي تزيد بنسبة الثلث عن المشاركات في الدورة الأولى، مما يعكس حجم التفاعل العربي مع هذه الجائزة الأضخم من نوعها عربيا، يؤكد النجاح الكبير لهذه الجائزة المخصصة لكل الكتاب العرب بلا استثناء.وإذا كانت لغة الأرقام فصيحة، فإن هذه اللغة تشير إلى تلقي إدارة الجائزة 234 رواية و732 رواية غير منشورة، إضافة إلى 38 دراسة، وبالطبع فإن المشاركات المصرية هي الأكثر عددا بواقع 311 مشاركة يليها المغرب بنحو 112 مشاركة فالعراق الذي قدم كتابه 100 مشاركة و 35 مشاركة من السعودية، و34 مشاركة من اليمن و7 مشاركات من خارج العالم العربي.ولأن الأمة العربية واحدة من المحيط إلى الخليج فإن بلاد حوض النيل قدمت 375 مشاركة وبلاد الشام والعراق 260 مشاركة، وبلاد المغرب العربي 257 مشاركة، ودول الخليج العربية 105 مشاركات منها 5 مشاركات من قطر.الجميل أن المشاركات جاءت من الرجال والنساء على حد سواء، وتقدمت النساء بنحو 277 مشاركة، مقارنة من 777 مشاركة من الرجال، وهذا يعكس الإقبال الملحوظ على الجائزة من الجنسين، فربع المشاركات من العنصر النسائي، فالإبداع في العالم العربي يشارك فيه الجميع، وهو إبداع تقدره وتكافئه كتارا بقوة واقتدار.لا تتوقف كتارا عن المفاجآت السارة، فقد أضافت فئة جديدة تعنى بالدراسات (البحث والتقييم والنقد الروائي) في الدورة الثانية من الجائزة، لتحفيز الباحثين في مجال الرواية العربية على العمل في تطوير الرواية العربية وصقلها. وأعلنت سعيها الجدي بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إقرار "اليوم العالمي للرواية العربية"، لدعم الرواية والوصول بالروائيين العرب إلى العالمية..هذه الجائزة تكافئ المبدعين من الروائيين العرب وتقدر إنجازاتهم وإسهاماتهم في الوعي الثقافي، ماديا ومعنويا، فهي تقدم أعلى مكافآت للإبداعات الروائية في العالم العربي. وتقوم بترجمة رواياتهم إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى، وتطبع الروايات غير المنشورة، وتحول روايتين إلى فيلمين سينمائيين، وهي جهود ضخمة لخدمة الثقافة والإبداع العربي.لم يكن لهذه الجائزة أن تستمر بهذا الزخم الرائع لولا وجود فريق متكامل يأخذ على عاتقه المضي قدما بثبات، وعلى رأس هذا الفريق الأستاذ خالد الجابر، رئيس ملتقى كتارا الثقافي والأستاذ خالد السيد، المشرف على الجائزة، وقائدهم النشط والحيوي الدكتور خالد السليطي، المدير العام للحي الثقافي "كتارا"، الذي يتابع كل التفاصيل، والذي يحرص على عدم ترك أي شيء للصدف، لضمان أكبر قدر من النجاح، وهو نجاح يتحقق بحمد الله يوما بعد يوم.تتحول "كتارا" إلى حاضنة للإبداع الثقافي العربي، وملجأ آمنا للأدباء والكتاب والمثقفين العرب، فهي تحتضن "ملتقى كتارا للأدباء والكتاب" وأطلقت جائزة شاعر الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعلى وشك ان تعلن اكبر جائزة للقراءة في قطر وهي "جائزة كتارا للقراة العربية"، وهي الجائزة الموجهة لكل الناس في قطر، للتشجيع على القراءة وبناء حالة صداقة مع الكتاب، جائزة للجميع وليس للنخبة فقط.إنها "كتارا" التي تحولت بحق إلى منطلق لبعث الأمل في عالمنا العربي، رغم ما يمر به من حوادت جسيمة، إنها تتحول إلى مطلع لشمس الرواية العربية والإبداع العربي ورافعة للوعي العربي الذي تغيبه مرارات الواقع المر.