10 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالتي إلى شرفاء مصر

12 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ثورة، ميدان التحرير، موقعة الجمل، دهس، تنحي، انتخابات شرعية، انقلاب، خيانة، اعتصام، رابعة، النهضة، فض الاعتصام، مجزرة، موت، دماء، شهداء، وأخيرا تسريبات، فضائح، كل ذلك كانت أحداث ومصطلحات مرت بها مصر في زمن قصير جدا من عمر تاريخها الطويل، ولعل سائلا يسأل: إلى متى ستستمر؟ ومتى ستنتهي سلسلة الأحداث المتتابعة؟ وهل سيعود لمصر عزها ومجدها؟ في الواقع الإجابة على تلك التساؤلات تعتبر من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله والذي سيكشفه لنا في المستقبل، ولكن لو مررنا بجولة سريعة عبر تاريخ مصر الطويل، ألن نستطيع أن نستشرف ذلك المستقبل؟ مصر التي ساق الله لها سيدنا إبراهيم وزوجته سارة ليخرجا منها ومعهم هاجر التي كان من نسلها العرب لتكون سببًا في تشريف صحراء مكة القاحلة بجعلها أطهر بقعة على وجه الأرض ولتكون سببًا في تأسيس ركن من أركان الإسلام وهو ركن الحج، مصر التي سخر الله لها سيدنا يوسف ليكون رئيسًا لوزرائها فينقذها من المجاعة، وذلك بعد أن كان وحيدًا في البئر ثم عبدًا ذليلاً في قصر عزيز مصر ثم متهماً سجينًا في قضية شرف زوجة العزيز، مصر التي سخر الله لها سيدنا موسى ليخلصها من طغيان وجبروت فرعون الذي استعبد أهلها وأذاقهم ألوانا من القهر وصنوفا من العذاب فقتل أطفالها وسبى نساءها وأضاع أموالها وملأ نفوس شعبها باليأس والكبت، مصر التي سخر الله لها عمرو بن العاص- رضي الله عنه- ليضمها إلى دولة الخلافة الإسلامية ويخلصها من حكم الرومان الذين عذبوا أهلها، حتى جاءهم الإسلام لينقلهم إلى عيشة الأمن والحرية والحضارة والازدهار، مصر التي سخر الله لها صلاح الدين الأيوبي ليخلصها من حكم الفاطميين الذين حكموها أكثر من قرنين من الزمان، وأرادوا القضاء على المذهب السني وعملوا بجد لنشر مذهبهم الشيعي، وحاولوا صبغ الحياة بجميع جوانبها به، فهل الأحداث التي حدثت هذه الأيام كفيلة بأن تفتك بجسد ذلك البلد الذي حماه الله عبر التاريخ؟ فلا تحزني يامصر! فالذي حفظك عبر التاريخ لن ينساك الآن، ولا تحزنوا يا شرفاء مصر فالنصر قادم وهذه بوادره، وليكن شعاركم قول الله -تعالى- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُ‌وا اللَّـهَ يَنصُرْ‌كُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.