12 سبتمبر 2025

تسجيل

دور الإعلام في حياتنا

12 فبراير 2015

أمانة الكلمة توجب على المتحدث تحري الدقة والصدق، لأن الإعلام إن استخدم في الشر يعد من أقوى الوسائل في إفساد المجتمع وانحلال أبناء الأمة والتحرر من ضوابط الأخلاق وفضائل الدين وذلك لأن الإعلام يخاطب الملايين من البشر ببرامجه وكلماته وتوجيهاته والكثير من هذه الملايين ساذج منقاد صاحب مصالح وأهواء تؤثر فيهم الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية، لذلك فقد تستخدم هذه الوسائل استخداما سيئا يعطل في الإنسان عقله ووجدانه واهتمامه بالقيم مما يؤدى إلى حالة من اللامبالاة أو ما يسمى بعدم الاهتمام، فكما أن لها استخداماتها الفعالة فإن لها استخدامات ضارة أيضا، لذا يجب أن تتوجه اهتمامات الإعلام الإيجابية من تبصير وتأثير وإقناع من أجل صياغة الإنسان وبنائه من خلال جوانبه الروحية والفكرية والخلقية والوجدانية، فخطورة وأهمية وسائل الإعلام في مجال تنمية القيم وتفعيلها والمعبرة عن حركة المجتمع الإسلامي ظاهرة وجلية فهي تقوم بدور فعال لذا يجب أن تنبثق من تصور إسلامي خالص وبطرق ايجابية وفعالة في سبيل رفع شأن الأمة والسعي بها خطوات جادة نحو المعرفة التي تقوم على أسس واضحة المعالم.ومن هنا كان اهتمام الإسلام بالكلمة وأمانتها وتأثيرها فإما أن ترتفع بالمؤمن إلى سماء الطهر والسمو والكرامة وإما أن تهوي بقائلها في النار سبعين خريفا يقول الله تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين باذن ربها ويضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) إبراهيم:24 — 26، فقد تزداد خطورة وأهمية وسائل الإعلام في مجال تنمية القيم وذلك مع ما يمر به المجتمع العربي والإسلامي من ظروف التغير وسرعته وما يعانيه الإنسان من وقت الفراغ واهتزاز في نظم العلاقات الاجتماعية الناتج عن اهتزاز القيم لدى الأفراد والمجتمعات،وما يتطلبه هذا المجتمع من جهود تنموية تدفعه نحو التقدم ليعبر هوة التخلف المادي التي يعاني منها والتي تتطلب تنمية القيم اللازمة لمساندة هذه الجهود لتحقيق إنسانية الإنسان وتوفير جهده وحفظه وحفظ كرامته،فإن وسائل الإعلام تقوم بدور بالغ الأهمية في حياة الناس بصفة عامة وفي حياة الناشئة بصفة خاصة،فقد احتلت مركزا بالغ الأهمية لديهم، حتى أنها أصبحت في كثير من الأحيان بديلا عن كثير من وسائل المعرفة وعن كثير من مؤسسات التربية والتعليم والتثقيف، وبما أنها تقدم مواد متنوعة ومختلفة فإن تأثيرها في مجال تنمية المفاهيم والقيم والاتجاهات بالغ الأهمية، فهي تنقل إلى الناس معتقدات واتجاهات وقيما في شكل قصة أو في شكل أنماط سلوكية قد تحظى بالقبول وقد تحظى بالرفض.ومن خلال وسائل الإعلام هذه يتلقى الناس تلك المعتقدات والاتجاهات والقيم والتي من المفروض أن تكون متوافقة مع ما يرتضيه المجتمع الذي تنتمي إليه وما ترضيه ثقافته وأن تعرض المثل العليا المنشودة في المجتمع وأن تعكس أهداف المجتمع على الإنسان والحياة،لأن وسائل الإعلام متنوعة ومتعددة فإنها تلقي الضوء على بعض القضايا العامة والأشخاص والمؤسسات وتؤيدها أو ترفضها مما يضفى عليها مكانة إيجابية أو تؤثر في مكانتها سلبا، فهذه الوسائل تعمل على الوقاية من مظاهر الانحراف عن المعايير والقيم لإعادة تثبيتها ودعمها وتطبيقها وجعلها في بؤرة الوعي الاجتماعي ولب اهتماماته والترغيب في العمل الاجتماعي المنظم وفقا المعايير الأخلاقية والمثالية في المجتمع ولو حدث انحراف ما عن هذه المعايير تقوم تلك الوسائل بالتنبيه عليه،حيث تقوم بإعلام أفراد المجتمع به وبحقائقه وبأساليب مواجهته كي تتفق الأنماط السلوكية للناس مع المعايير الاجتماعية المقبولة،فهي تساعد وتكمل عمل التربية وتعمل على تشكيل الشخصية الإنسانية القادرة على تحقيق التقدم والتنمية وذلك عن طريق بيان أهمية العمل وتغيير المفاهيم السائدة التي لا تصلح لمسيرة المجتمع وتقديم المعلومات التي تفيد،كما أنها تساعد في عملية التطبيع الاجتماعي عن طريق نقلها لأنماط السلوك المقبولة ومساندتها وبالتالي يكتسبها الناس صغارا وكبارا ويحتضنوها فتؤثر في تكوين الشخصية وتساعدها على التكيف للمواقف واكتساب الخبرات الجديدة فأهمية وسائل الإعلام قد غدت واضحة في مجال التربية فإنها تقوم على قيم معنية هي قيم المجتمع الذي تعيش فيه فإما تساعد على تثبيت هذه القيم ودعمها وإما تعمل ضدها.