13 سبتمبر 2025

تسجيل

احتمالات أسعار 70 دولارا لبرميل النفط في 2015

12 فبراير 2015

يسهم ضعف أسعار النفط في تعزيز أداء الاقتصاد، ورفع معدل الاستهلاك من النفط، ولكن يبدو أنه لا توجد مؤشرات واضحة على استجابة الاستهلاك العالمي على النفط كما حدث في السابق، ولعل الإجابة تتلخص في عده مستجدات (1) تعافي الطلب العالمي عام 2010 بعد الركود الاقتصادي والأزمة المالية جاء نتيجة قيام العديد من الحكومات في تلك الفترة في ضخ سيوله وحزم نقدية (التيسير الكمي) لتشجيع تعافي النشاط الصناعي والاقتصادي وهو ما حدث فعليا، (2) استمرت منطقة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية تسهم في رفع معدل الاستهلاك العالمي على النفط خلال العشر سنوات الماضية ولكن مع ضعف الأسعار وتقلص الإيرادات فإن مستوى المساهمة سيكون بلاشك أقل وسط نشاط اقتصادي أقل نسبيا، (3) أسهم ضعف أسعار النفط في رفع الدعم عن أسعار المنتجات في الأسواق المحلية وبالتالي لم يساعد في رفع الاستهلاك، (4) تشهد الأسواق الواعدة مثل الصين تباطؤ وهو ما يعني عدم توقع ارتفاع الاستهلاك على وجه العموم، (5) توقع ثبات الاستهلاك في روسيا بسبب ظروفها الاقتصادية، (6) استمرار الاستفادة في التكنولوجيا في تحسين ورفع كفاءة استخدام الطاقة. من جهة أخرى هناك توافق ما بين المراقبين أن ديناميكية تعافي أسعار النفط خلال الأشهر القادمة خصوصاً في النصف الثاني من عام 2015، تخضع لعده تطورات أبرزها تناقص المعروض في السوق النفط، وسرعه التناقص في المعروض، وفي هذا الإطار، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي من 8.67 مليون برميل يومياً في عام 2014، 9.31 مليون برميل يوميا في عام 2015 أي زيادة مقدارها 640 ألف برميل يوميا، ثم 9.53 مليون برميل يومياً أي زيادة مقدارها 220 ألف برميل يومياً وهو يعكس بالدرجة الأولى أجواء تراجع أسعار النفط الخام، ويذهب البيت الاستشاري بيرا إلى الإمدادات النفطية من خارج الأوبك ستشهد فعلياً خفض بمقدار 500 ألف برميل يومياً خلال عام 2016، يأتي في غالبه من روسيا وكولومبيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وهو ما يرفع الطلب على نفط الأوبك لعام 2016 ليكون عند 31 مليون برميل يومياً.هذا ولم تعد العديد من المشاريع الجديدة والتي تستهدف إضافة نفط جديد من النفط إلى السوق النفطية ذات جدوى اقتصاديه، مع هبوط الأسعار عن المتوسط المطلوب وهو 70 دولار للبرميل، وهذا ما يشجع الشركات النفطية تبني خفض كبير في تكاليف الإنتاج بمقدار 20 – %30، وإعادة هيكله لبعض الشركات مثل الشركات الخدماتية لتكون في وضع أفضل للتعايش مع ضعف الأسعار، وفي إطار هذه الأجواء فإن المراقبون يتوقعون نشاط أكبر للاستحواذ واستغلال الفرص المتاحة في سوق النفط من أجل الاندماج ما بين الشركات النفطية من أجل التعايش بشكل أفضل مع هبوط أسعار النفط الخام لضمان السيولة الكافية.كما يعتقد غولدمان ساكس استمرار الفائض من الطاقة الإنتاجية التي تمتلكها الأوبك في ارتفاع خلال السنوات 2015 – 2016، مع استمرار ارتفاع المعروض من الإمدادات عن حاجه السوق النفطية، وهو ما يعني ضعف أسعار النفط لفترة أطول.وعلى صعيد التخزين، يساعد ارتفاع وتيرة الكونتانغو في أسعار النفط، في تشجيع تخزين النفط الخام في ناقلات عملاقه، وهو ما يسهم في إعادة التوازن للسوق النفطية خلال النصف الأول من عام 2015، وحسب ما يتوقع البيت الاستشاري بيرا أن هناك إمكانية لتخزين ما يفوق 100 مليون برميل إذا ما توافقت الظروف مع الجدوى الاقتصادية، حيث تقدر إجمالي أجور التخزين في الناقلات أو ما يعرف بالمخزون العائم عند 1 – 1.2 دولار للبرميل، أضف إلى ذلك 10 – 20 سنت للبرميل هوامش ربح فإن تشجيع التخزين يحتاج أن تكون أسعار نفط خام برنت الحالية أقل من مستوى الأسعار في المستقبل غي حدود 1.1 – 1.40 دولار للبرميل، وأن التخزين يرتفع خلال الأشهر القادمة ويبلغ الذروة في شهر أبريل، وحسب توقعات وكاله الطاقة الدولية والتي صدرت في 16 يناير 2015 فإن هبوط أسعار نفط خام برنت عن 50 دولار للبرميل في بداية شهر يناير جعل الفروقات ما بين الأسعار الحالية والمستقبلية لنفط خام برنت تتسع لتصل إلى 2.55 دولار للبرميل مقابل 1.38 دولار للبرميل خلال الشهر السابق، ويشير تقرير للبيت الاستشاري وود ماك بان خلال الكونتانغو تعمد الشركات النفطية لقبول أسعار أقل لبيع النفط على أساس تسليم حالي وسط مخاوف من مخاطر هبوط أكبر للأسعار في المستقبل.وفي إطار الحديث عن توقعات الطلب والعرض في ظل تراجع أسعار النفط، فقد صدرت دراسة جديدة للبيت الاستشاري في نهاية يناير 2015، وتتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط سنويا بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً خلال السنوات 2015 – 2020، وأن الزيادة في الإمدادات من خارج الأوبك ترتفع خلال الفترة ذاتها بـ 800 ألف برميل يوميا سنويا متأثرة بضعف أسعار النفط، ولكن الطلب العالمي على نفط الأوبك يبقى أقل من 30 مليون برميل يومياً خلال السنوات 2015 – 2020، وهو تطور يؤكد بقاء المعروض في السوق أعلى من مستوى الطلب وعليه تبقى أسعار النفط تدور ضمن نطاق ما بين 70 – 85 دولارا للبرميل، دون المائة دولار لنفط خام برنت.