26 أكتوبر 2025

تسجيل

وتزوج عليها المسكينة

12 فبراير 2015

كتبت في نهاية عيد الأضحى السابق لمرتين على فترتين متقاربتين لجروب العمل بالـ"واتساب": "متى الدوام يا بنات؟ بكره والا بعد بكره؟" فلم أجد جوابا! بعدها بساعتين كتبت: "سمعتوا،.....زوجها تزوج عليها المسكينة!؟"، فجاءت الردود بالحال ومن كل حدب وأنا أتفرج وأقرأ: "منهي......؟ ليش تزوج عليها؟! وصور لقلب مكسور ووجه حزين وأخرى وجه يبكي، وهناك من أجبن عن سؤالي عن بدء الدوام قبل أن يسألن، وهناك من أتتني على الخاص تسألني؟! ثم كتبت مديرة الجروب: "مقلب حلو منج نجاة حركتي الجروب". للأسف أصبحت مسألة التعدد أبلغ ما يثير أي امرأة مسلمة في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى، حتى أنها قد تتجاوز عن سماع قتل المسلمين وموت فلان وعلان ولا تقف لتسأل وتستقصي إلا عن خبر زواج امرأة من معدد أو رجل قد عدد.الزواج عفة واستقرار ودفء وراحة لمن أرادها، والتعدد حصن للمسلم وإعفاف له ولمن يتزوجها كانت بكرا، مطلقة، أرملة، ومن ترفض التعدد فقد رفضت شرع الله، وللزوجة الحق في أن تشترط عدم زواجه عليها قبل العقد. من الطبيعي إن سُئلت أي عزباء، مطلقة، أرملة، إن كانت ستقبل بمتزوج، أن تأتينا أغلب الأجوبة بنعم وإن لم تفضله، وذلك لحاجتها النفسية والجسدية لحب وزوج وعفة، وبعد الزواج ستجدها ترفض الأمر وبشدة. وطبيعي أن تغار الزوجة، لكن لكل غيرة عنوان وشتان بين غيرة الحب لحياة زوجية طيبة وغيرة التكبر لزوجة تنكد على زوجها طوال حياتهما، لكن من غير الطبيعي أن تطلب الطلاق وتهدم أسرة من أجل الحلال، أو أن ترغمه على تطليق الأخرى دون ذنب. وطبيعي أن ترفض أي زوجة زواج زوجها عليها، لكن من غير الطبيعي أن تحرمه أبسط حقوقه الزوجية مع إلزامها له بما يفوق قدراته، وتستمر بالمشاكل وكرهها لمعاشرته، ثم إن تزوج عليها اعتبرته كسرا لها وجرحا لكرامتها وخيانة "ليش زنا؟!"، فتسعى بكل قواها لتغيير نفسها فترة من الزمن لاستعادة زوجها لتكسره فقط. ومثل هؤلاء الزوجات كُثر، فتكون مقصرة في واجباتها وحقوقها، ومنها فراشه الذي لا تعده حقا له إلا عند رغبتها به أو عند تلبيته لرغباتها التافهة، فلا تشكر له عونه لها ولا فعله معها وقيامه بها وبأبنائها ولا حتى إعفافه لها، بل تعده مقصراً "فتتغلى" وتتكبر وترفع الصوت لتتمنع عنه، وعندما يعدد تقوم بالفيلم الهندي الذي ترجو نهايته رجوعه لها مذلولا مكسورا، لترجع كما كانت، بل أسوأ "بوطبيع". أما الضعيفات من الزوجات فتجدها لم تترك وسيلة لإسعاد زوجها إلا فعلتها ولا أمرا لترضيه إلا قامت به حبا به كزوج ومع هذا يعدد. التعدد فيه خير للزوجة الصالحة التي يُشقيها زوجها أكثر مما يسعدها، فهو غضب لا يهدأ، بخيل مقصر بها، مانع لها من الخروج وزيارات الأهل، واقف لها على الكلمة. وكم من زوجة تفرجت أمورها بعدما تزوج زوجها، ففتح لها ما كان مضيقا عليها به، وكم من زوجة تحسنت علاقتها بزوجها بعد زواجه بأخرى، لأنه وجد راحته فارتاح وأراح من حوله. وأخيراً، مع أنه لا يفترض للتعدد وجود سبب، إلا أن هناك أسبابا اعتدنا سماعها في مجتمعنا: 1) إنه شرع الله وتطبيق لسنة نبيه، وهو يقضي فروضه ولا يصلي إلا الجمعة بالمسجد إن لحقها، وينسى أن النوافل وصيام الإثنين والخميس والأيام البيض والتاسع والعاشر والعشر من ذي الحجة سنة ولا يطبق إلا التعدد!، 2) تقليد لفلان وعلان وهو لا يتحمل مسؤولية بيته كاملا، 3) من أجل الذرية، 4) متسبب، فيشتم زوجته أم أبنائه ويعيب فيها من أجل أن يتزوج! "ليش؟! تزوج وأحفظ كرامتها فما يمسها يمسك"، 5) وآخر يحب يجرب حب جديد! 6) وزوج معاقب لزوجته يريد تأديبها وكسرها بالزواج عليها "طيب وإن ما استعدلت وأدبتك هي؟!"، 7) وزوج تضيق عليه حياته الزوجية بسبب زوجة لا تستحقه وهو لا يريد طلاقها من أجل أبنائه.همسة قبل أن تُعدد:ليس كل زوج قادرا على التعدد أو يحتاجه، فلا تقرر الأمر في وقت غضب فتندم، كما أن ليس كل معدد عادلا ومرتاحا ولم يعد أغلب الرجال قادرين على تحمل مسؤولية بيت واحد فكيف بعدة بيوت؟!فإن كنت رجلا قادرا على العدل والنفقة ولا تهزك زوجة إن خيرتك بين طلاقها / طلاق الأخرى، عندما تسلط عليك الأبناء والأهل وتقوم بمختلف الحيل!، فتزوج وليبارك الله لك وتأكد حتى لا تسقط سقطة أخرى أن تختار من تفوق زوجتك دينا ومالا وجمالا ونسبا وعلما ومنزلة وخلقا، حتى تهنأ بها وقد تكون أما لصغارك فيكتسبون طِباعُها وإن حملوا اسمك.وإن لم تقدر فـلا "تطق الصدر"، واصبر على من عندك ولا "تبلي" بنات الناس بك، فتخرج من زواج "لكسرة رأس" فيقال: "يستاهل هاي قدره"، فيُشمت بك.دمتم في حفظ الله ورعايته