15 سبتمبر 2025

تسجيل

إيجابي أم سلبي؟

12 فبراير 2014

الإيجابية والسلبية صفتان قد نجدهما في شخص واحد فتغلب صفة منهما على الأخرى وقد تتوازن فيه. فالإيجابية في المسلم (تفاؤلية) وهي تمثل تلك الشخصية المنتجة المتوازنة ذات الهمة العالية، والتي تحتسب الأجر وترجع أمرها لله، فتمتلك أساسيات في الصحة النفسية لتتعامل جيدا مع الذات والآخرين، وتتكيف مع الواقع ومع المواقف المختلفة (المواقف المحرجة، وحالات الغضب، وصدمات الحياة)، فترضى بقضاء الله وتأمل خيراً قادماً. والشخص الإيجابي يحب الخير لنفسه ولغيره. فمثلا امرأة لم تحمل تتعالج وتوقن بأن الله سيرزقها، ورجل لم يوفق فخطب كثيراً فبقي واثقا بالله أنه سيجد المرأة التي ستناسبه واحتسب وصبر، وآخر فشل في زواجه ولم يجعل من الأمر صدمة فوقف مكانه بل أحسن الظن بأن الله سيعوضه خيراً، ودخول شخص التجارة وخسارته لأكثر من مرة، ولكنه لا يزال يحاول لينجح. فالإيجابية تبني ولا تهدم. وأما السلبية فهي تشاؤمية هدامة لا تجد فيها التجاوب أو التفاعل. فالسلبي شخص يعيش في قوقعته يدور فيها حول نفسه ولا يُخرج نفسه منها. فتجربة زواج فاشلة تجعل صاحبها يعتقد بأن جميع النساء سيئات، وأنه لا توجد امرأة تستحق أن يتزوجها فيحرم نفسه العفة، فيكون أمامه طريقان؛ إما أن ينحرف أو يتزوج ومعه كل الافكار السلبية عن المرأة أو يبقى عزباً.. أو شخص دخل في التجارة ففشل من أول مرة فيحزن وقد يمرض ولن يكرر المحاولة لأنه خسر مبلغاً من المال، ولم يدرك أن الخطأ قد يكون من سوء تخطيطه، وامرأة تعبت من محاولات علاج الحمل فتترك العلاج بل والدعاء، وحصر المرء خدمته على نفسه وأهله وعدم المشاركة المجتمعية هي من السلبية، كذلك أن تجد أمراً سيئاً أو منكراً أو حراماً فتسكت عنه وتقول:"أنا علي بنفسي".. أحيانا تكون هذه السلبية مؤقته نظراً لظروف أو مواقف مر بها الشخص نفسه ثم يرجع لإيجابيته السابقة، وأحيانا تطغى هذه السلبية على إيجابيته. والشخص الإيجابي هو من يفكر دائما في حلول، وأما السلبي فهو الذي يفكر في المشكلة ويجعلها في كل حل. فعند وقوع مشكلة تجده يجد الحل ويتوقع لحله مشكلة أخرى، ثم يطرح حلا للمشكلة الثانية ليجعل لها حلا آخر وهكذا.. يفكر في المشكلة وحلها ليجعل من حلها مشكلة. تحدث أهل التخصص عن الإيجابية والسلبية وعن البرمجة الخاصة بها وحقيقة عندما يكون الإنسان قريباً من الله يكون في قمة الإيجابية ولا يحتاج لبرمجة المبرمجين، وهي ليست لمسلم بقدر ما تكون لغير المسلمين، فالمسلم الحق ولا تستغربون إيجابي بقربه من الله وسلبي إن ابتعد عنه.. وبما أنها الدنيا فلابد من منغصات بها، ولكن يجب ألا توصلنا هذه المنغصات لننتهج السلبية في حياتنا. ولتكن قصص القرآن والامثلة من السنة حافزاً لنا على أن نكون إيجابيين. هناك الكثير من الأمثلة على الإيجابية في القرآن والسنة، وتذكروا قصة النبي صل الله عليه وسلم عند خروجه حزيناً من الطائف فناداه ملك الجبال: إن أراد النبي صل الله عليه وسلم عقابهم فإنه سيطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة) فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً. فأخرج الله من صلب أبي جهل عكرمة رضي الله عنه وخرج من صلب الوليد بن المغيرة سيف الله المسلول خالد بن الوليد. وفي سورة النمل تجد إيجابية النملة في تحملها مسؤولية إخبارهم، ولم تتركهم لتنجوا بنفسها. قال تعالى: "حتى إذا أتَوا على واد النمل قالت: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم.. لا يَحطِمَنَّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون". في الإيجابية رفع للهمة، رضا بقضاء الله وقدَره، وإن حزن الإنسان لأمر من أمور الدنيا فستظل نفسه راضية هادئة وساكنة. والآن كلٌ ينظر لنفسه وليحدد في أي خانة يحب أن يكون؟ الإيجابية أم السلبية؟ همسة إيجابية: في الإيجابية تحقيق المستحيل، فكن مع الله تكن إيجابياً.