26 أكتوبر 2025

تسجيل

قف.. يا سعادة الوزير

12 فبراير 2012

كتبت مقالا الأحد الفائت بعنوان (كنت وزيرا... والآن) وأثار ردود فعل إيجابية لدى عينة كبيرة من المجتمع ولدى بعض الوزراء والمسؤولين وبعده بيوم تناول الزميل العزيز ابراهيم آل ابراهيم مقالا بعنوان (مهلا يا سعادة الوزير) تناول العديد من التوجيهات التي قد يستفيد منها من هو على مقعد الوزارة أو أراد له أهل الأمر أن يكون في هذا التكليف المشمول بالأمانة والثقة وتحمل المسؤولية الكاملة لقطاع من المجتمع بكافة فئاته. ويبدو أن هذا أسبوع الوزراء فكثير من المقالات تتناول قضايا عامة دون تخصيص وهذا هو دأب الاعلامي الناجح الذي يريد الخير لوطنه مجتمعه.... والوزراء أيها السيدات والسادة ما هم إلا أفراد من المجتمع أولاهم أولو الأمر الثقة لإدارة قطاع من القطاعات وهم مؤتمنون على كل ما فيه ومسخرون لخدمة من يعمل فيه ولأجله ونعلم أن وزراءنا الكرام يتمنون الكلمة الطيبة التي تنقد نقدا بناء صريحا هدفه في الأول والأخير خدمة قطر الغالية وما وضعوا في هذا المنصب إلا لأجل ذلك الهدف النبيل وهم في الأخير كما نحن بشر نصيب ونخطيء. وللوزراء الذين هم في سدة الوزارة أو مقبلون عليها حق علينا أن نرصد لهم بعض الإشارات الحمراء التي يجب أن يتوقفوا عندها رصدا لوزراء آخرين ليس شرطا أن يكونوا في بلادنا لم يسمعوا النصيحة الواجبة فصارت وزاراتهم تتخبط تخبطا ذريعا وكانت المحصلة أن فقدوا مناصبهم وقبل ذلكم كله فقدوا ثقة المواطنين فيهم. نقول قف للوزير الذي يقرب منه المنافقين والمداحين أصحاب الوجوه المتلونة والذين يصدقونه في كلمة يقولها ولا يبدون أي اعتراض مؤدب لا لأجل شيء إلا لأنه الوزير فمنهم من يبحث عن بقائه في مقعده ومنهم من لا يهتم إلا براتبه آخر الشهر كم زاد وما مدى رضا سعادة الوزير عنه ومنهم من هو أجنبي فما دامت السيارة آخر موديل تحت يديه والفيلا الفاخرة بين جنبيه فذلك طموحه ومبتغاه. قف يا أيها الوزير الذي يرفض مقابلة الصادقين المخلصين الذين يريدون له ولوزارته ولوطنهم جميعا الخير والصلاح لا لشيء إلا لأنهم قالوا الحق في أحد الاجتماعات فغيبوا عن باقي اللجان والاجتماعات. قف أيها الوزير الذي يسمع للخبراء الأجانب ذوي الضحكة الصفراء ويبعد عنه أبناء الوطن وشبابه الأمناء ثقة منه خاطئة أن هؤلاء الأجانب هم من يفهم وغيرهم لا وانظروا لكثير من مستشاري الوزراء وستفهمون ما أرمي إليه. قف أيها الوزير الذي لا يحضر لوزارته إلا عند الساعة العاشرة صباحا بعد أن تطير الطيور بأرزاقها وتغيب البركة عن جنبات الوزارة المحترمة. قف أيها الوزير الذي تبحث فقط عن الفلاشات والتصوير والاحتفالات مغفلا الجانب التنفيذي في وزارتك. قف أيها الوزير الذي لا تترك في أجندتك اليومية أو الاسبوعية وقتا لمقابلة المواطنين وتتركهم بين مدير متغافل أو رئيس قسم متكاسل أو موظف متجاهل وحينما ضاقت بهم السبل وقصدوا بابك لم يجدوك. قف أيها الوزير الذي يحيط نفسه بسكرتارية كبيرة تجعل من الوصول إليك أشبه بمن يحلم بالماء في أرض قاحلة. قف أيها الوزير الذي توقف خطط التنمية وتبطئها بأسباب واهية رغم توافر الميزانية في خزانة وزارتك. قف أيها الوزير الذي تحيل الناشطين الرائعين المخلصين لدرج التغافل بمسمى خبير لا لشيء إلا لوشاية أتتك أو وصاية وصلتك دون تثبت أو يقين. قف أيها الوزير الذي لا ينزل في زيارات مفاجئة لإدارات وزارته ومرافقها يشكر المحسن على إحسانه ويقوم المخطئ ويحسسه بخطئه. قف أيها الوزير الذي لا تتواصل أقسام العلاقات العامة عنده مع شكاوى المواطنين سواء في صندوق الاقتراحات والشكاوى أو في برنامج وطني الحبيب صباح الخير وكأن الأمر لا يعنيه. • خلاصة الكلام: إننا بحاجة لوزير يضع الله دوما نصب عينيه ويخاف منه ويرتجي رضاه ويقرب منه الصادقين المخلصين ويبعد عنه المنافقين المتلونين ذوي الوجوه والابتسامات الصفراء ويشعر بأهمية الثقة التي أولاها له أولو الأمر لخدمة الوطن والمواطنين [email protected]