15 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. كم أنت عظيمة

12 يناير 2013

لم يكن جديدا أن يأتي رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم لزيارة مصر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها القاهرة، فذلك هو ديدنه وأمير قطر الذي كان أول مسؤول يزور مصر بعد نجاح ثورة يناير. كذلك لم يكن جديدا أن تقدم قطر مساعدات مالية للقاهرة تبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار لتضاف إلى الودائع الدولارية المصرية لرفع الاحتياطي النقدي الأجنبي، فضلا عن مليار دولار كمنحة لا ترد، فقد قدمت قطر مساعدات ومنحا اقتصادية قبل ذلك. لقد كانت قطر وما زالت من أكبر الداعمين للثورة المصرية منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها. وقد تمثل هذا الدعم في صور شتى، كان أبرزها الدعم الإعلامي الذي قدمته قناة الجزيرة خلال الثورة والذي فضح ممارسات النظام المصري الساقط في مواجهة الثوار، وتوفير منبر إعلامي عالمي أمام هؤلاء الثوار لطرح قضيتهم بشأن ضرورة تغيير هذا النظام المستبد والمجرم الذي دمر مقدرات الوطن وحوله إلى مجرد قزم تابع لقوى وكيانات تضمر عداءً لا حدود له لمصر والعرب والمسلمين. وبعد نجاح الثورة انطلق الدعم المالي والسياسي الذي كانت تحتاجه الثورة لمواجهة حالة الانهيار التي يعاني منها الاقتصاد المصري. فقدمت معونات اقتصادية خلال الزيارة التي قام بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في أول زيارة له بعد تنحي الرئيس المخلوع مباشرة. وبعد استقرار الأوضاع بانتخاب الرئيس محمد مرسي، جاء الدعم الأكبر مع الزيارة الثانية التي قام بها أمير قطر، حيث تم الاتفاق على إيداع ملياري دولار كوديعة في البنك المركزي المصري لرفع الاحتياطي التقدي الأجنبي الذي تضاءل بشدة بسبب تراجع الإنتاج وتوقف كثير من مصادر الدخل القومي مثل السياحة وغيرها، في ظل الانفلات الأمني الذي كانت تعيش فيه البلاد والذي قاده فلول النظام السابق لعرقلة الثورة عن استكمال أهدافها. وبعدها بأيام قليلة، وخلال تواجد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، جاء الدعم الأكبر المتمثل في إعلان قطر عن استثمار ما يزيد على 18 مليار دولار في مصر. وهو يمثل أكبر حجم من الاستثمارات التي تلقتها مصر حتى الآن. وهنا لا بد من التأكيد على أن قطر وهي تفعل ذلك، إنما تفعله من منطلق أن مصر هي دولة شقيقة يجب الوقوف بجوارها وأنها قائدة العالم العربي التي قدمت الكثير للعرب من قبل، ليس فقط اقتصاديا ولكن في كل المجالات، وأنه حان وقت الوقوف إلى جانب مصر لتعود لقيادتها وريادتها والتي تصب في مصلحة كل الدول العربية. لأجل ذلك لا يسعنا سوى أن نقول.. كم أنت عظيمة يا قطر.