13 ديسمبر 2025

تسجيل

الباصات العمانية القطرية بكأس العالم

11 ديسمبر 2022

تتعدد مشاركة العمانيين في بعض الأنشطة والفعاليات التي تقام في العاصمة القطرية – الدوحة- بمناسبة انطلاقة كأس العالم 2022 في أول دولة عربية، حيث تركّز هذه المشاركة في المجالات الثقافية والفنية والتنظيمية بمشاركة 500 طالب من طلاب الكشافة العمانية، بجانب المشاركة في القطاع اللوجستي والنقل اليومي من خلال الحافلات والباصات التي يتم تجميعها وتصنيعها بمنطقة الدقم الاقتصادية. فهذه المدينة أصبحت اليوم تحتوي على عدة مشروعات استثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها الطاقة والمعادن والتصنيع وغيرها من المجالات الخدمية والإدارية، وذلك باستثمارات خليجية وعربية وأجنبية متميزة. وتلعب الباصات والحافلات المصنعة في عمان دوراً حيوياً في تسهيل مهام المشاركين في أحداث كأس المونديال العالمي، وفي التنقلات اليومية بين الملاعب، حيث تم تجهيزها بجميع الاحتياجات اللازمة لمختلف الأغراض منذ أن بدأ المصنع المعني المقام باستثمارات قطرية وعمانية في إنتاجها. فقبل عدة سنوات مضت لم تكن هناك صناعة في عمان لهذه المركبات والباصات، فيما كانت منطقة الدقم الاقتصادية خالية من مشاريع وحركة اقتصادية وتجارية إلا من بعض المواطنين الذين كانوا يعملون في مهنة الصيد والأسفار البحرية، لتصبح هذه المنطقة اليوم قبلة للكثير من المشاريع التصنيعية التي تفد إليها من الشرق والغرب. وتشير بعض البيانات التي أوردتها شركة مواصلات "كروة" التي تعتبر المزود الرسمي لخدمات النقل في دولة قطر الشقيقة إلى أن تشغيل هذه الباصات والمركبات واستخدامها في التنقلات تأتي ضمن استراتيجية قطر في توفير وسائل مواصلات حديثة لتسهيل المهام والطلب الكبير عليها من قبل الجماهير والإداريين واللاعبين، الأمر الذي يؤكد نجاح الخطط التشغيلية للشركة التي تدير هذه العمليات وقدرتها على نقل الجماهير الكروية والمواطنين والمقيمين عبر شبكاتها المتعددة في المواقع المختلفة. لقد تم تدشين باصات ومركبات مصنع كروة للحافلات في 23 يونيو من العام الحالي بصورة رسمية، وبلغت استثماراته في المرحلة الأولى للمشروع نحو 71 مليون دولار أمريكي، يمثِّلها جهاز الاستثمار العُماني بنسبة 30% وشركة مواصلات قطر بنسبة 70%.. وكان التركيز منذ البداية على تصنيع الحافلات لهذه البطولة العالمية بمواصفات معينة. وهي تعتبر إنتاج المرحلة الأولى، فيما سوف يساهم هذا المشروع في تحقيق أولويات "رؤية عُمان 2040" خلال المرحلة المقبلة التي سوف تشهد تصنيع بعض المكونات وقطع الغيار اللازمة لهذه المركبات وبمواصفات وجودة عالية، وذلك في إطار التكامل الاقتصادي بين السلطنة وقطر ودول المنطقة الشقيقة، فيما يرى رئيس مجلس إدارة شركة كروة للسيارات أن الشركة العمانية القطرية تقوم اليوم بتنفيذ إستراتيجيات الشراكة بين البلدين وتعكس قوة الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية بينها، فالأهداف التنموية لهذه الشركة وفق رأي المسؤولين في البلدين تتركز في نقل تقنية صناعة الحافلات إلى سلطنة عمان وجعلها أحد مراكز التصنيع، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وتوطين الصناعة للإسهام في تحقيق التنمية والتنوع الاقتصادي، الأمر الذي يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين، في الوقت الذي أصبح فيه هذا المشروع من خلال إنتاجه لهذه المركبات الجميلة والجذابة في الوقت المحدد مشروعاً ملموساً من قبل جميع الذين يحضرون فعاليات كأس العالم، فمصنع كروة للسيارات يتميز اليوم في هذه الصناعة التي تضيف الكثير من العوائد والقيمة المضافة للقطاع الصناعي، والتي سوف يستخدم فيها التقنيات الحديثة التي سيتم من خلالها إنتاج ثلاثة أنواع مختلفة من الحافلات تشمل حافلات التنقل بين المدن، والحافلات المدرسية، وحافلات التنقل بين المدن البعيدة وبأعداد تصل إلى 700 حافلة سنويًا. إن الدفعة الاولى لهذه الحافلات التي تم تصديرها إلى دولة قطر الشقيقة لاستخدامها في بطولة كأس العالم 2022 تروّج أيضا للجهود الاستثمارية المبذولة من قبل الجهات المعنية في السلطنة وقطر في تعزيز منظومة التصنيع بدول المنطقة، حيث حملت الحافلة الجديدة الأولى العلامة التجارية "سلام"، و"صُنِع في سلطنة عُمان"، للتعبير عن نجاح عملية تجميعها وتصنيعها بالسلطنة. كما أن هذا المصنع يفتح آفاقا استثمارية في عدد من القطاعات الحيوية الأخرى، ويؤكد على عمق العلاقات المتينة القائمة بين البلدين، والتي تحظى باهتمام كبير من قبل القيادتين والمسؤولين وشعبي البلدين. إن وجود هذا الكم الهائل من الحافلات العمانية القطرية في المونديال أدى إلى حل ومواجهة التحديات في النقل العام بقطر بسبب وجود تلكم الملايين من الأشخاص الذين تدفقوا إليها من مختلف دول العالم لمشاهدة المباريات لفرقهم المفضلة، وستكون وسيلة نقل مستدامة للأفراد والزائرين لاحقاً.