17 سبتمبر 2025
تسجيللم نعتد التطبيل لأننا ببساطة لا نجيد ما يتفنن به غيرنا، لكننا نحاول أن نعطي الأمور حجمها الطبيعي الذي لا ينقص حق أحد لكنه يستقرئ الوضع كما صار وحدث!في قمة مجلس التعاون الخليجي التي اختصرت مهامها في يوم واحد لتبدأ وتنتهي في يوم الثلاثاء الموافق 9 /12 /2014 وتعلن عن بيان ختامي لم يأت بجديد في الحقيقة، تماماً كما كان متوقعا، وهذا ما استبقنا القول فيه بأن ما كان يحثنا على انتظار القمة هو قيمتها المعنوية التي انحصرت في شيئين هما:— ضرورة انعقادها في الدوحة وأن قمة الرياض التشاورية التي سبقتها لم تكن البديلة عنها كما روج لذلك من يكرهون قطر وأقاموا أفراحاً (تويترية) بفشل قمة الدوحة حتى قبل أن تبدأ.— اجتماع من حضرها من الدول الخمس الخليجية بمن فيهم من سحب سفراءه من قطر وأن هذه القمة كانت الوأد القسري لهذه الأزمة التي أرقت أبناء الخليج الواحد.وماعدا ذلك فالقمة لم تكن توحي بالشيء الجديد الذي كان يمكننا التحدث فيه اليوم في الحقيقة، وإن كانت القمة الوحيدة التي خرجت بأفكار قطرية شابة مثل قيادتها، في افتتاحها بأصوات ومشاركات قطرية، بالإضافة لتكريم أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد بمناسبة تكريمه من قبل الأمم المتحدة وفوزه بجائزة الإنسانية للشرق الأوسط، وهذه بادرة تحسب لقطر وقدّرها قادة الخليج كما لاقت ترحيباً من الشعوب الخليجية، لا سيما شعب قطر وشعب الكويت. ولعل السبب الأخير هو ما جعلنا فعلاً نستشعر أهمية انعقاد القمة في الدوحة، لأن عكس ذلك كان يمكن أن يعود علينا بما لا ترجوه أنفسنا ولا نرتضيه لدولتنا وقيادتها المتمثلة في سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله، الذي تمثلت إنسانيته وتواضعه ووطنيته في عدة مشاهد حدثت على هامش القمة، ومنها توقفه في بهو فندق الشيراتون محل انعقاد القمة الخليجية لأخذ صور متعددة مع الشبل غانم المفتاح وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، في موقف لفت أنظار الجميع وأعطى درساً لمن غره الزمان، وظن أنه باق على كرسي بات عرشه يتهاوى كما نرى اليوم في بعض العروش العربية التي هوت وتتهاوى الآن، بأن التواضع سمة الأقوياء وأن اللفتة الإنسانية التي قدمها تميم في هذا الموقف زادت من رصيده في قلوبنا وقلوب من يحبه ويثني على سياسة قطر الداخلية والخارجية.. وهو يمثل اليوم فخرا لكل قطري وقطرية بل فخرا لكل المقيمين العرب الذين يرون فيه الحلم العربي الذي يتحقق بإذن الله.أما ماجاء في البيان الختامي للقمة فهو بالطبع لا يرقى لما هو مأمول ويبقى نزف حبر على ورق، وإن كنا لانزال نأمل في أن يتحقق ما يمكن أن ينقلنا من مرحلة التعاون إلى مرحلة الوحدة الخليجية التي طال الحديث فيها وقل العمل عليها، ومع هذا سنظل على ثقة بأن كل ما قيل يمكن أن يزيل المزيد من العراقيل التي تقف أمام تنفيذه، كما أن ثقتنا في قيادة (تميم) تجعل شعب قطر ومحبي قطر يقفون على أرض صلبة لا تهتز بثبات مبادئنا والوقوف عليها والتمسك بها.فاصلة أخيرة:كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة الخليجية، كانت تحتوي على دروس بالغة الأهمية في عزل الشعوب عن خلاف القيادات، لم يتنبه لها سوى من شغلوا شعوبهم بخلافاتهم.. فكان "تميم" قمة ترأست قمة!