11 سبتمبر 2025
تسجيلإن الوطنية إحساس بقيمة الوطن وفخر بالانتماء إليه، فهي في ظل الأعراس التي نعيشها هذه الأيام تعد من أعظم الطاقات البناءة، فلمثل هذا الإحساس بالوطنية والانتماء، هو ما يقوم على سواعد أبنائه ازدهار دولتنا الحبيبة ونماؤها ويعمل للحفاظ على تطورها الدائم وتقدمها ورفعتها؛ لكي تكون دائما في المقدمة وتظل لها الريادة دائما، فالحب يصنع المعجزات على المستوى الفردي، فكيف لا لو كان جماعيا، فالحب طاقة هائلة وبقدر انتشار هذه الطاقة في أوصال الجسد الاجتماعي والترعرع بين جنبات دولتنا الحبيبة، فسوف ينتشر الدفء والالتحام اللذان ينتجان حماس الفعل البناء والقول الحسن والمنطق الطيب والتشييد العظيم، مثل هذه المشاعر القوية هي التي أججت حماس أبناء هذا الوطن في هذه الأيام فتتكاتف الأيدي وتتحد القلوب ونظهر محبتنا لبلدنا بالعمل الجاد والإخلاص والتفاني من أجل هذا الوطن العزيز علينا جمعيا، فما أجمل أن يتأثر الإنسان بالبلد الذي ولد فيه ونشأ على ترابه وعاش من خيراته، فإن لهذ البلد عليه حقوقا وواجبات كثيرة تتمثل في حقوق الأُخوة وحقوق الجوار وحقوق القرابة وغيرها من الحقوق الأخرى التي تفتح مغاليق القلوب وتشيع المودة والصفاء.فذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية هو اليوم الأغر الذي يتذكر فيه المواطن بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء، فاليوم الوطني يوم توحيد هذا الكيان العملاق، وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهٍ وغدٍ مشرقٍ في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم، حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم، فقطر أيها البلد الحبيب يا أرض الخلود وأرض الطهارة وأرض المحبين يا خير بلد في نفوس أبنائه، أنت صغير في الحجم، ولكنك كبير في عيون العالم، فقطر كما وصفت دائما ستبقى عروسا في الخليج، وإننا وسط هذه الأعراس التي تشهدها دولتنا الحبيبة والاحتفالات التي تقام على تراب هذا البلد العزيز على قلوب أبنائه، والذي يحمل معاني من أعظم المعاني معاني التكاتف والولاء والعزة إنه تكاتف أبناء الوطن الحبيب لتحقيق أسمى أنواع الرفعة والتقدم وولاء أبنائه وانتمائهم لبلدهم والاعتزاز والفخر بهذا البلد الكبير، فلقد قامت شرائع الإسلام وآدابه على اعتبار الفرد جزءا لا ينفصل عن كيان المجتمع وعضوا موصولا بجسده لا ينفك عنه، فالمجتمع جسد واحد لأن الرابطة التي تربط أبناء المجتمع الواحد هي رابطة الإيمان بالله والولاء والانتماء لوطنهم الذي يعيشون في رحابه ويتغذون على خيراته، ما يحملهم على المحبة لوطنهم والدفاع عنه ومحاولة السعي لتقدمه ورفعته، فمما لاشك فيه أن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبِلَ الإنسان عليها، فليس غريبا أبدا أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه وشب على ثراه وترعرع بين جنباته، فإن الإنسان يشعر بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء للأرض التي تربى على ترابها وحتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولا، ثم حب الوطن والانتماء إليه ثانيا، إذ إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث الإنسان على حب الوطن، ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يخاطب مكة المكرمة مودعا لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فقد روي عن عبدالله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك) رواه الترمذي، ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معلم البشرية، يحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كل إنسانٍ مسلم معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه غالبا ما يترجم عبر أفعال إيجابية كالإخلاص في العمل والتفاني في خدمة مصالحه العليا والنضال من أجل ازدهاره عبر ميادين العمل التي قد تختلف باختلاف مواقعنا ومؤهلاتنا ودرجة انتمائنا وسخاء عطائنا، بهذا الشكل يكون الانتماء للوطن وجدانا يسري في عروقنا.