16 سبتمبر 2025
تسجيلينشط العالم العربي اليوم في تتبع خبر حمل المغنية اللبنانية (نانسي عجرم) بعد أن أكدت الفحوصات إنها حبلى للمرة الثانية بصبي سيرى النور بعد حوالي 6 شهور بعد أن تقوم الست (نانسي) بالسلامة ويطمئن معجبوها المهووسون بها بأنها بألف خير وستعود لهم مرة اخرى.. وبما إنني لا يهمني من أمر هذه (الإنسانة) شيئاً ولكن فوجئت بالبرامج التي تتجه إلى متابعة خبر حمل نانسي بل إن إحدى المطبوعات العربية قد عرضت (1.000.000) $ مقابل أن توافق نانسي على تغطية مراحل حملها وتصوير ولادتها ونشر الصور الحصرية لولدها القادم!!.. ولا يمكنني سوى تسجيل ما قاله جمهور الشارع حينما طرح أحد البرامج العربية سؤالاً يقول (هل تود أن ترى ابن نانسي عجرم فور ولادتها له)؟!!.. فقد أجمع معظمهم إن ذلك سيعتبر شيئاً فريداً من نوعه وسيمثل تغييراً في الإعلام العربي الذي يتحفظ بعض الشيء في تغطية حمل المشاهير وتصوير أنجالهم حصرياً فور ولادتهم!!.. انتهت مشاكل إعلامنا العربي ولم يعد هناك يشغله سوى متابعة أخبار الفنانين والفنانات ومن تزوج ومن تطلق ومن انفصل ومن خلع ومن ترمل ومن على وشك الموت!!..لهذا لا نرى شبابنا حينما نحتاج لهم.. لهذا لا نجد من هؤلاء حينما تتكالب المصائب على هذه الأمة فلو لم يكن هناك إعلام رخيص يبحث عن الإثارة والمغنى لما كنا وجدنا مثل هؤلاء المطربين والمطربات الذين تم تجنيدهم لإلهاء شبابنا نحو مفاسدهم الغنائية.. فماذا يهمني لو ولدت نانسي حصرم ولداً أو بنتاً أو غولاً حتى؟!..ما الذي يهمني إذا تزوجت إليسا أو أحبت قرداً أو بقيت عانساً؟!..ما الذي يهم فتاة مثلي لو دارت الشكوك بزوجة عاصي الحلاني أو قدمت زوجة راغب علامة أوراق خلعها للمحكمة؟!!..ما الفائدة التي ستعود علي لو طلق عبدالمجيد زوجته أو واصل محمد عبده غناءه حتى ساعات الفجر الأولى ليتوقف احتراماً للآذان وعوضاً عن دعوة الجمهور لأداء صلاة الفجر جماعةً يواصل الغناء حتى شروق الشمس؟!.. لذا لا يمكنني أن ألوم من نعدهم جنود هذه الأمة وإعلامنا يمارس أشد وأعتى صنوف تدمير أولوياتهم وأخلاقهم وقيمهم!. إذا تذكرون فحينما جاءت مجزرة غزة هاج العالم العربي وماج من المذبحة الصهيونية اللئيمة التي تعرض لها شعبنا هناك فما الدور الذي قام به جمهور نانسي وإليسا وعبادي والجسمي وراغب وعاصي وتامر وأبو نورة والساهر ومنير وشيرين والكثير الكثير ممن لو استطعت إحصاءهم لكانوا جيشاً نقارع بهم بقية الأمم؟!..سأقول لكم ماذا فعلوا.. طبلوا وتفاخروا لأن معظم بلابلهم (أجلوا) طرح ألبوماتهم لحين الانتهاء من شعب غزة، أقصد إلى حين انتهاء الظروف التي يتعرض لها شعب غزة!!..وكأن عذاب الفلسطينيين ينتهي بإعلان استراحة فوهات الغدر الإسرائيلية عن إطلاق رصاص القتل والإبادة التي لا تنتهي!!..وأنا هنا أذكر مجزرة غزة التي نساها الجميع لأنها في نظري الإثم الذي لن تستطيع الحكومات والشعوب العربية التحلل منه والانفلات من ذنبه ودعكم من ثورات ما يسمى بالربيع العربي الذي أصابه خريف قبل أن يزهر!!..ومن كانت الوطنية لا تزال تعتمر في داخله فقد غنى ورقص على صوته آلاف من أبناء هذه الأمة المطمورة بوحل الغناء واللهو تحت عنوان ريع هذا الحفل لمصلحة أهل غزة!!..ولا يمكن الجزم أن يذهب هذا الريع إلى هناك!.. هؤلاء هم شبابنا وهذا هو إعلامنا الذي أتهمه بلا شك ان له اليد الطولى في كل ما يحدث من تقاعس ورقاد عن نجدة شعوبنا ليس في فلسطين فحسب ولكن في العالم العربي والإسلامي فوالله لو جمعنا الجماهير التي تحضر منذ الساعات المبكرة لحفل اي مطرب أو مطربة لكانت جيوشاً يرتعد منها أعداؤنا ولكنها سياسة الذين يريدون لوطننا العربي أن يغرق في وحل المغنى والطرب وآه ياليل وآه ياعين ويروا من زرياب ملك العود ومن فيروز أصل الطرب ومن جورج وسوف سلطانه ومن محمد عبده فنان العرب ومن كاظم قيصره ومن نجوى شمسه التي لا تغيب!.. وإلا لما كان لشبابنا أن ينسوا ما حدث في غزة والتي لا تزال فصولها الدامية تدار هناك ما بين أمهات يبكين فلذات أكبادهن وآباء يحترقون من وجع فراق أبنائهم ومن أطفال يبكون رحيل اصدقائهم ومن مدارس بلا جدران وشوارع بلا هوية ومزارع بلا زيتون وفاكهة وأكثر من هذا بكثير ومع هذا فلا يزال عمرو ومحمد وأحمد وسعيد وهاني وطلال ووائل وراشد وحمد وسعد وحسن وملايين من الأسماء التي تمثل عضد هذه الأمة غارقين في تتبع المطرب فلان وملاحقة حفلة المطربة الفلانية وكل ذلك بفضل مطبوعاتنا العربية التي تضع الغالي والنفيس لمجرد أن تحصل على سبق صحفي لطلاق مغنية أو فضيحة راقصة أو سجن مطرب أو قضية مخلة بالشرف لفنانة!.. واليوم تأتينا نانسي (حصرم) لتشغلنا هي الأخرى بما يمكن لحال الركود لبرامجنا ومجلاتنا الفنية أن ينفض عنه الغبار وينشط ويشغل هذه الشعوب عن قضاياها التي تتوارثها في جيناتها مثل المرض العضال وكل ذلك بفضل إعلام عربي جبار قادر على هز وسط الرجال العرب لكن ليس انتفاضة غضب أو تحفز للجهاد — لا سمح الله — ولكنه هزٌ على وحدة ونص!. معقدة؟.. قد يقول الكثيرون إنني معقدة ولكنها قضية أكبر من ابتسام لينحصر الموضوع شخصياً بي.. إنها قضيتنا نحن الفتيان والفتيات التي ترى فينا هذه الأمة جنوداً متأهبين مستعدين في أي لحظة يهتف منادي الجهاد بنا ونجيب لبيك لبيك.. بنا نحن الذين يجب ألا نعطي الفرصة لإعلام متواطئ مع أعدائنا لأن يسلب من شبابنا الرجولة والخشونة والجهاد بمفهومه الإسلامي النظيف وليس ما نراه اليوم من إرهاب يتمثل بوجهه القبيح تحت مظلة الإسلام وهو برئ منه لا محاله..إنها قضية إعلام يتاجر بالأجساد والأصوات والفيديو كليبات الخليعة لجرنا نحو الرذيلة وسكب أقداح الثمالة فوقنا فتغدو لدينا غزة (مـُزْة) وفلسطين (تولين)!!.. فلا تستصغروا كلامي هذا بالله عليكم..إنها لعبة لوبي صهيوني لم يجد غير لعبة الغرائز الرخيصة ليلعبها في ديارنا المفتوحة بكرم له.. صج شغل عدل!!!. فاصلة أخيرة: حيَّ على الجهادْ تفكيرنا مُؤممٌ.. وصوتنا مـُبادْ مرصوصةٌ صفوفنا.. كلاً على انفرادْ! ( مـٌشرَّعةٌ نوافذ الفسادْ ) مـُقفلةٌ مخازنُ العتادْ والوضع في صالحنا.. والخير في ازديادْ!! (( أحمد مطر))