10 سبتمبر 2025
تسجيلليس جميع الأصابع تحمل الفن الجميل، وليس كل من عزف على قيثارة الكلمات اصبح عازفاً، ولكن لكل من أراد أن يجرب نصيبه في الأمور الصعبة قد يصبح يوماً افضل من صاحب القيثارة وعزفه، والتجربة حق شرعي للجميع. ان التجربة في نظري تندرج تحت نوع من انواع حب التمكن، فلن يجرب المرء اي شي الا إن وجد في احشائه حب التمكن والنجاح، وبعد التجربة اما ان يحظى ويصل لغايته او يشعر انه لم ينل المطلوب الذي سعى من اجله، وهذا ليس معناه الفشل فبالعكس من ذلك تماماً، تلك كانت تجربة ولا مانع من اعادتها ومعالجة نقاط الضعف فيها. رأينا في حياتنا الكثيرين يقومون بالتجربة، ويخوضونها على اكمل وجه، منهم من ذاق مرارة الفشل وسحب اوراقه، ومنهم من فشل ولكن تحدى الايام والظروف وكان لفشله دورا ان يتسلق القمم، ويصل لغايته التي من اجلها تحمل الكثير. كيف نمارس التجربة ونجعلها عنواناً فيما بيننا؟ ثم نجعل من حولنا فئة ناجحة يُعتمد عليها في كل شيء؟ لن نتمكن من انتاج جيل يعلم ادق تفاصيل حياتنا الا اذا قمنا باعطائهم الفرصة لخوض التجربة، فمثلاً (لو قام المدير بتسليم بعض مهامه لنائبه وتدريبه على كل شيء، تحسباً ان بني ادم قد يتعرض لاي ظرف، ولا يجب تعطيل معاملات الناس لظروفٍ خاصة، من هذا المنطق سينجح الجميع، ولن تتعطل الامور، فمهامك اصبحت مهامي، وكلنا يداً واحدة نعمل من اجل الوطن) ولكن للاسف هذا التفكير غير سائد حولنا، فالكل يخاف على منصبه وكانه قد اخترع الذرة النووية ولا يريد ان ينافسه احد فيها، لنراجع حساباتنا قليلاً ونقوم بتدريب غيرنا، لاننا بذلك سنوفر الوقت الكبير لتخليص معاملات الناس ولن تتعطل ابداً. لننظر الى صورة زاهية وجدناها في الفترة السابقة ولاول مرة تحظى مثل هذه الصور في جريدة الشرق الغراء، وجدنا في ملحق (بالقطري الفصيح) مساعدة الكتاب لتولي مهمة تحرير الملحق، وكان السيد والاخ المثالي جاسم المحمود هو اول اختيار للملحق، كي يتولى التحرير لشهر (سبتمبر)، وقام ببذل كل جهوده الطيبة لتقديم الافضل، وسارع الوقت وانتهز الدقائق كي تكون من نصيبه، وعمل بكل اخلاصٍ وتفانٍ (دون مجاملة )، ثم شهد الجميع على نجاح الملحق بالرغم من وجود بعض (الاخطاء البسيطة) الا ان السيد المحمود اثبت جدارته وثقته بنفسه انه اهلُ للتحرير، فكانت تجربة صعبة ولكنها نجحت بالارادة، ومنذ ما يقارب (العشر سنوات هو بين قلمه يخوض المواضيع الجريئة)، واليوم نجد جاسم بقلمه صعد لتجربة التحرير، وهذا هو (العشم جريدة الشرق القطريه)، فشكراً لكل الاذرع التي حضنت الكُتاب وفتحت امامهم الابواب، وعلى رأسهم السيد الفاضل جابر الحرمي (صديق الكٌتاب)، والسيدة الفاضلة (موزة البدر — الساعية لتخريج دفعة من الاقلام الواعدة). اثبتت تلك التجربة ان الجميع قابل للعطاء ومساند بل ومحب للاطلاع على كل ما هو جديد، وان التجربة تزيد من رصيد معرفتهم، فإن نجحنا فلله الحمد، وان فشلنا فلن تتوقف الحياة بل سنتعلم من اخطائنا، وهكذا الدنيا تدور، ولن تتوقف عجلة الايام على تجربة لم ننجح في خوضها. دقيقة: ان ما جعلني اكتب هذه السطور، هو خوف البعض ان يتعلم الاخرون عملهم فيتقنونه، ثم تصبح الأعين عليهم ويهتف الجميع باسمائهم، لا يا عزيزي لا تجعل الشيطان يلعب بعقلك، فبالعكس تماما نجاح من يتعلم على يديك هو نجاح لك، فلا تسمح للانانية ان تسلك طريقك. [email protected]