21 سبتمبر 2025
تسجيللم يعد لمصطلح الأدب النسائي ذلك التأثير الذي أحدثه عند ظهوره في منتصف القرن الماضي، حيث قامت صراعات نقدية حوله بين مؤيد ومعارض، ومع مرور الزمن لم يعد هذا المصطلح يحظى باهتمام النقاد بالشكل الذي كان عليه حينذاك، لكن يظل الالتباس قائما حول عدد من الأسئلة الجوهرية التي يثيرها هذا المصطلح: معناه ومضمونه وشكله، فلا المعنى تحدد في إطار واضح، ولا المضمون تم الاتفاق عليه ليعني منتجا إبداعيا ينتمي إلى المرأة وحدها، ولا الشكل الذي تم التوصل إليه لإقناع المتلقي بصحة او عدم صحة هذا المصطلح، الذي ظل عائما دون تحديد ملامحه أو الاتفاق على تحديد معناه، هل هو ما تنتجه المرأة.. أو ما ينتج عن المرأة بصرف النظر عن كاتبه؟ هل هو ما يعالج قضايا المرأة الخاصة.. أم قضاياها العامة التي تشترك فيها من الرجل؟ هل يمكن عزله عن السياق العام للأدب.. أم هو جزء منه دون تجنيس أو عزل أو محاولة لإبرازه من طرف ووأده من طرف آخر؟ وأسئلة أخرى أثيرت وتثار حول هذا المصطلح دون نتيجة واضحة، ويبدو أنه من تلك المصطلحات التي تحولت إلى مجرد مسميات لا ترقى إلى المعنى الخاص للمصطلح، لكثرة تداولها بين النقاد دون أن يكون لهذا التداول أي تأثير إيجابي يستفيد المتلقي الذي يتعامل مع الإبداع بمعزل عن هوية المؤلف أو جنسه، رغم أهمية الارتباط بين النص والمبدع من وجهة نظر بعض النقاد عند حديثهم عن أي عمل إبداعي. ما يثار حول هذا الموضوع غالبا ما يكون مصدره المرأة الأديبة من باب التخلي عن الوصاية الذكورية، وهي في حقيقتها وصاية وهمية بعد أن أصبحت المرأة في كفة راجحة في كل المجتمعات، فهي المقدمة دائما على الرجل، وهي الآمرة الناهية في المنزل وربما في العمل، وهي تتمتع بالخدمات المجانية من قبل الرجل الذي يقضى كل حوائجها وهي مرتاحة البال بين أفراد أسرتها، بل وهي القنبلة التي يتحاشى الرجل أن يتصادم معها حتى تنفجر، خاصة بعد ان ملكت أمور حياتها الاقتصادية بدخولها إلى ميدان العمل، ولم يعد الرجل يعنيه عملها أو حتى ما تعنيه زينتها. هنا يأتي السؤال الصعب.. لماذا المرأة الأديبة أو الكاتبة بصورة عامة ومع كل هذه الامتيازات، تنحي باللائمة على الرجل، وتعتبر أنه يحيك مؤامرة ضدها من خلال تبنيه لهذه التسمية التي تفرق بين الأدب النسائي وغيره، ولو أنصفت لوجدت أنها وحدها من يحاول تكريس هذا الاتجاه والإمعان في إثارة هذه القضية مع أنها ليست قضية أساسا.. فلماذا تتبى معاداة الرجل وتحمله وزر أخطائها وأخطاء المجتمع وأخطاء الحياة عموما؟ في تصوري أن من تتبنى هذا لموقف هي واحدة من اثنتين، الأولى فشلت في علاقتها مع الرجل فأرادت الانتقام منه بهذا الموقف الحاد والصارم والرافض لكل ما يتعلق به حتى عندما يردد هذه التسمية وهي بالمناسبة اختراع نسائي بحت، والثانية امرأة عجزت عن خوض تلك العلاقة لسبب أو لآخر، إما لسبب عدم قدرتها على التأثير على الرجل ولفت انتباهه إليها، أو لسبب فقدانها فضيلة التأثر وإصابتها بضعف الاستجابة لتأثير الرجل عليها، وفي الحالتين لا أعتقد أن الرجل له ذنب في ذلك، طبعا هذه أسباب افتراضية قد لا ترضي بعض الأديبات اللواتي يشغلن المتلقي بترديد هذا المصطلح.. عفوا أقصد هذه التسمية التي لم يكن لها وجود على أرض الواقع.. من الأساس. لذلك نقول:رحمة بنا أيتها الأديبات المبدعات، فنحن المتلقين لا نعرف سوى الابداع وحده، دون أن تعنينا علاقته بمن أبدعه رجلا كان أو امرأة. [email protected]