19 سبتمبر 2025

تسجيل

المجاهرة بالمعصية

11 نوفمبر 2012

كلنا يذنب، وكلنا بين المعاصي ينقلب، ما خلقنا الله تعالى الا لأن نستغفره بعد ذنوبنا، ولكن هذا لا يعني ان نتمادى بالذنب ولا نتعظ، من منا بين فؤاده ضمير يؤنبه ويحاسبه عند الخطأ او بعد الوقوع فيه؟ ومن منا يتألم ويئن انيناً بعد ان يقع بمعصيه؟ لسنا متهاونين يارب ولكن غلبت علينا انفسنا الامارة بالسوء، وغلب علينا الهوى فأذنبنا ونسألك بعد الذنب الغفران والرضا.. للاسف في زمننا هذا وجدنا الكثيرين يجاهرون بالمعصية، يتجاوزون كل حدود الحياء مع الله، ظناً منهم ان المعصية عمل بطولي قد قاموا بها، لا يعلمون ان غضب الله شديد حين يرى من يتجاهر بالذنب، مع ان الله تعالى قد ستره وجاء المذنب وبكل وقاحة هتك ستر الله، تباهى بمعصيته امام الناس، نسي كرم الله عليه وتفاخر بعصيانه هل هناك أدهى من ذلك (نسأل الله العافية). إن المجاهر بمعصيته يبحث عن شيئين لا ثالث لهما إما: يقوم بالتشجيع على انتشار الفاحشة والمعاصي بين الناس وهذه الفئة توعدها الله في قوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) لانها تحمل الخبث بين نواياها، وكل من يقوم بتقليده واتباع طريقه يتحمل هذا الشخص ذنبه، او انها بمجاهرتها تريد جلب الانتباه، وما يهتم وينتبه له الا ضعاف النفوس، وفي الحالتين ذنبه كبير فلم يكتف بانه اذنب وستره الله بل تجاهر بافعاله وهذا هو الخطأ الاكبر والاعظم. مقارنة: في قديم الزمان كنا نتفاخر بالاهل، المال، الانساب، بالعلم والبنون، واليوم نتباهى بالمعصية ونفتخر بها، تسمع فلانا بين الناس يقول (زنيت، يعرض صوراً كدليل لمن لا يصدقه، شربت الخمور وجربتها وللاسف يضحك وهو يروي فضائحه)، ألهذه الدرجة نال منه الغباء ونسي انه يتحدى الله، ومن يقوى على تحدي الله، قال عليه السلام (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك. يقول أحد الصالحين: والله لو كان للذنوب رائحة لما استطاع أحد أن يجالسنا، فإذا رأيتهم يمدحونك فانهم في الحقيقة يمدحون ستر الله عليك. رائع: حينما تذنب ترنو لسجادتك وتستغفر الله على ما قد كان منك، وتضيق عليك الدنيا وتعلم انه لا مفر من الله إلا إليه، هنا تطرد السآمة وتنفض الغبار من على قلبك، تقصد راحة البال بين يدي الله جل في علاه، بسلوكك هذا يغفر لك الغفار، ويهبك قلباً نابضاَ بالتوبة، وضميراً حياً يفقتره غيرك، هنيئاً لك بربٍ غفور. دعوة: من قلبٍ محبٍ تذكر أن الذنوب تراها يوم القيامة كالجبال، عملها غيرك وقلدك بها غيرك، وتتحملها أنت، ثم ما الجزاء الذي ينتظرك؟ اخي لا تتفاخر بمعصيتك فطالما سترك الله فاستر على نفسك، ماذا لو فضحك؟ الم تفكر بذلك؟ اسأل الله تعالى ان يسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليه، انه سميعُ مجيب.