12 سبتمبر 2025

تسجيل

انتفاضة السكاكين تقلب الموازين

11 أكتوبر 2015

تستمر انتفاضة السكاكين الفلسطينية للأسبوع الثاني على التوالي، وهي تشهد حالة من التصعيد البطولي من قبل الشباب الفلسطيني المقاوم الذي لم تستطع اتفاقيات أوسلو أن تدجنه ولا تمكن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي اليهودي من السيطرة عليه، وأثبت هؤلاء الشباب الفلسطينيون أنهم خارج إطار تفكيك الهوية النضالية الجهادية المقاومة.حصاد 11 يوما من التمرد الفلسطيني على الظلم والاحتلال واستخزاء سلطة رام الله كان 14 عملية طعن نفذها 14 شابا في الضفة الغربية والقدس أسفرت عن مقتل 4 من جنود الاحتلال الإسرائيلي والإرهابيين من المستوطنين، وأدت إلى استشهاد 17 شابا فلسطينيا جميعهم في العشرين أو دون العشرين من العمر باستثناء شابين، ومن بينهم 4 أطفال.هذه الانتفاضة العارمة التي اندلعت دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، والهوية والكرامة الفلسطينية، جمعت الشعب الفلسطيني كله على صعيد واحد في القدس والضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 48 وقطاع غزة، والفلسطينيين المشردين والمهجرين في جميع أنحاء العالم، وصور اغتيال الشهيد فادي علوان بدم بارد، وإطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي اليهودي الصهيوني الرصاص على السيدة إسراء عابد عن قرب في مدينة العفولة تكشف عن الإجرام اليهودي الإسرائيلي المنفلت من عقاله ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان، هذا الإجرام الذي يؤيده الحاخامات اليهود بفتاواهم الدامية.لقد امتزج الدم الفلسطيني في الضفة وغزة والناصرة والعفولة من جميع أبناء الشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيين، ومن جميع الفصائل الفلسطينية، كتائب القسام وكتائب الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى وسرايا القدس والكتائب الوطنية كلها، في مشهد يعيد الألق للحالة الفلسطينية الواحدة الموحدة، وهي حالة لم يشذ عنها إلا محمود عباس ميرزا و"زلمه" من عناصر وضباط التنسيق الأمني مع المحتل الإسرائيلي، وهي حالة عبر الشعب الفلسطيني كله عن رفضه لها بما في ذلك القواعد الشبابية لحركة التحرر الفلسطيني فتح، الذين نزلوا إلى الشوارع بكل قوة، معلنين رفضهم لمليشيا التنسيق الأمني، التي لا تؤمن بالمقاومة والنضال والجهاد من أجل تحرير فلسطين والتي تؤمن للإسرائيليين "احتلال ناعم وهادئ مدفوع الثمن وقليل التكاليف". وهو ما دفع الكاتبة الإسرائيلية عميرة هاس إلى القول في جريدة هارتس الإسرائيلية إن " العمليات اندلعت لأن عباس غير قادر على احتواء جيل فلسطيني كفر بأوسلو بعد أن ذاق ويلاتها"، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي زرع مئات الكاميرات في شوارع الضفة بمساعدة السلطة من أجل "حل لغز المقاومة وإدانة المقاومين من قاذفي الحجارة". فعباس ضد الانتفاضة وقد تعهد للإسرائيليين بمنع اندلاع أي انتفاضة وهو نفسه الذي أعلن الاستنفار من أجل إلقاء القبض على أبطال عملية نابلس ضد المستوطنين الإرهابيين، وهو الذي قدم المعلومات لسلطات الاحتلال والتي أدت إلى كشف خلية مقاتلي كتائب القسام التي نفذت العملية كما قالت القناة العاشرة الإسرائيلية.وفي الوقت الذي يقف فيه محمود عباس ميرزا في الأمم المتحدة ليستجدي الحماية، يعلن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب حتى الموت ضد الشعب الفلسطيني ويطبق ذلك عمليا ويدعو وزير الاستخبارات الصهيوني يسرائيل كاتس لتطبيق أساليب بشار والسيسي للقضاء على الانتفاضة الفلسطينية، من أجل وضع حد لمقاومة الشعب الفلسطيني، وهو ما ييأس منه الإسرائيليون إلى الدرجة التي دفعت رئيس الوزراء ووزير الحرب الصهيوني السابق إيهود براك يعبر عن يأسه بقوله "الفلسطينيون مثل الوسادة كلما وجهت لها لكمة كلما استعادت قوامها من جديد".قيادات الاحتلال الإسرائيلي تعاني من حالة من الارتباك وتنشط اتصالاتها مع سلطة عباس ودول عربية من أجل "لملمة الانتفاضة"، لأنها تشعر بالعجز، ولأول مرة منذ احتلال القدس يشعر اليهودي بالرعب من الاقتراب من البلدة القديمة، إلى درجة أنها تحولت إلى مكان محرم عليهم، وهو ما لم تستطع أن تحققه كل المفاوضات والمساومات والمؤتمرات."انتفاضة السكاكين" الفلسطينية، أو الانتفاضة الثالثة تدخل الشعب الفلسطيني إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي من أجل تحرير أرضه والتخلص من الاحتلال، وهي مرحلة طويلة ودامية، ولكنها ضرورية من أجل العبور إلى الاستقلال الفلسطيني وتحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي كان المحرك الأساسي لهذه الانتفاضة المباركة.