30 أكتوبر 2025
تسجيلذكرنا في المقال الماضي القانون الذي سنته السلطات البريطانية حول تغريم أي مدخن داخل سيارته، إذا تواجد معه طفل صغير لما يدركونه من أن السيارة مكان مغلق قد يدمر صحة الأطفال بالتدخين السلبي.والخميس الماضي كشفت دراسة علمية أجرتها مديرة بالمعهد الوطني للأبحاث العلمية الفرنسية، والمسؤولة عن قسم الأوبئة في أمراض الحساسية والجهاز التنفسي، الباحثة الفرنسية إيزابيلا انسي ماوسانو، عن وجود علاقة بين سلوك الطفل وتعرضه للتدخين وهو في رحم أمه، أو بعد ولادته، بسبب تدخين الأم في مرحلة الحمل والوضع.وأجرت الباحثة دراستها على خمسة آلاف ومائتين وواحد وعشرين أسرة فرنسية أطفالهم في مرحلة التعليم الإبتدائي في عدد 6 مدن فرنسية، لمعرفة نوعية الإضطراب، فتبين أن هناك اضطرابا في الأحاسيس بسبب الصداع أو مشاكل في المعدة، والنوع الثاني من الاضطراب يتمثل في السلوك مثل الغضب وسرعة الانفعال مع الآخرين بمقارنتهم مع الأطفال الذين لا يتعرضون لأضرار التدخين.وأشارت الدراسة إلى أن تعرض الأطفال للتدخين سواء كان جنينا في بطن أمه وفي طفولته عندما اخذوا عينات منهم ثبت بنسبة 21 % من العينات انه مرتبط بنسبه 70 % للاضطرابات الحساسة و90 % للاضطرابات السلوكية.وأوضح البروفيسور برتران دوتزنبرج المتخصص في أمراض الرئة أن التعرض لأضرار التدخين يؤدي إلى تعديل وتغيير في الخلية العصبية في المخ.وأثبتت الدراسة أن الدخان الذي يستنشقه الطفل ينشط مستقبلات حجري الأوردة وسواها مما يؤدي إلى وفاة أو تدمير بعض الخلايا العصبية ويؤدي إلى إتلاف البنية الأساسية للمخ.وأضاف البروفسور أن التعرض المبكر لأضرار التدخين مرتبط بتأخر في نمو الجنين والتهابات الجهاز التنفسي والتشوه الخلقي.وأظن أن العالم الأن وبفضل الأبحاث الحديثة لم يعد يكتفي بمقولة أن التدخين خطر وضار وانه السبب الرئيسي للإصابة بالسرطان وحسب، وإنما هناك المزيد من الإجراءات والقوانين التي تحد منه ومن انتشار تأثيره القاتل والمميت على صحة الإنسان خاصة الأطفال.وهنا أشدد على دور وسائل الإعلام العربية في تبني حملة جديدة ومفهوم جديد عبر (Social Media) أو وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وعبر نجوم المجتمع من رياضيين وفنانين ورجال دين للقيام بحملة توعوية جديدة وشاملة لإبراز مخاطر التدخين والتدخين السلبي خاصة على الأطفال كما ذكرنا لأننا لا نريد خلق جيل جديد يكون مشوها ومريضا.وهنا أشيد بتوصيات ملتقى مكافحة التدخين الأول الذي عقد في القاهرة مؤخراً وخص الإعلام بها وأظنها تصلح في كافة المجتمعات التي تريد بحق مكافحة التدخين* بث إعلانات مجانية لرفع الوعي بأضرار التدخين على القنوات المحلية والفضائية.* الاستعانة بالشخصيات العامة والفنية والرياضية وغيرها، من خلال وسائل الإعلام المختلفة لعرض تجاربهم في الإقلاع عن التدخين ونطلق عليهم (سفراء مكافحة التدخين من الشباب).* فرض غرامات على العمل الفني الذي يحتوي على مشاهد تدخين يروج لها.* التشويش على منتجات التبغ في المشاهد الدرامية السينمائية.* عقد ورش عمل مع المؤلفين ومعدي البرامج والمخرجين لتوعيتهم بخطورة قضية التدخين في الدراما.* عمل مسابقة عن أضرار التدخين بالإذاعة ورصد جوائز لها.* بث رسالة إعلامية موحدة في كل وسائل الإعلام في توقيت مميز (رمضان )عن أضرار التدخين وأهمية الإقلاع عنه.* التركيز على الأطفال في تقديم الرسالة الإعلامية الموجهة للآباء عن تضررهم من التدخين.* تخصيص جائزة للأعمال الفنية والدرامية الخالية من التدخين.وأخيراً هي دعوة لكافة الزملاء كُتاب الأعمدة والصحفيين لبدء حملة ممنهجة لمحاربة التدخين لعلنا نفلح في إيقاف شره الكبير ولو بنسبة معقولة ولله الامر من قبل ومن بعد.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد وسلامتكم.