18 سبتمبر 2025

تسجيل

ما معنى أزمة الشرق الأوسط؟!

11 أكتوبر 2012

المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب .. هذا ما قاله العلامة عبد الرحمن ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، ولأننا – نحن العرب – مغلوبون ومتخلفون، فإننا نحب أن نردد كل ما يقوله الغالبون المتقدمون، وعلى سبيل المثال فإن مصطلحات محددة عديدة وفدت إلينا في هذا العصر، وهي مصطلحات تتعلق بمختلف الميادين والمجالات التي تأخرنا فيها عن سوانا، ثم تكاسلنا وعزفنا عن التعرف الدقيق على هذه المصطلحات، وأخذنا نرددها ببساطة، مثلما تفعل الببغاوات التي لا تفهم ما تردده من كلمات! "أزمة الشرق الأوسط" كلنا نقرأ هذا المصطلح في جرائدنا العربية ونسمع عنه في إذاعاتنا وتليفزيوناتنا، ولكن كثيرين منا لم يتمعنوا في دلالته ومغزاه.. وقد نفضت عن نفسي التكاسل، محاولا التعرف على "الشرق الأوسط"؟! تقول الموسوعة العربية الميسرة التي لجأت إليها.. "الشرق الأوسط: لا يعلم متى بدأ يطلق اصطلاح الشرق الأوسط على المنطقة الجغرافية التي تضم اليوم بلاد تركيا وإيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر والسودان وشبه جزيرة العرب وقبرص. بدأ يردد هذه التسمية رجال السياسة والحرب إبان الحرب العالمية الثانية ناظرين إلى تلك البلاد التي تجمع شتاتها خطط منسقة كوحدة تطبق عليها أغراضهم السياسية والاقتصادية والعسكرية.." (ص1079 من الموسوعة). ولكن ما الذي نقصده نحن العرب بـ "أزمة الشرق الأوسط"؟ بالطبع نحن نقصد القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني في مختلف المجالات والميادين.. فإذا نظرنا إلى الشرق الأوسط كما حددته الموسوعة سنجد أن المغرب العربي.. ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا ليست ضمن دول الشرق الأوسط.. فهل هذا يعني أن هذه الدول العربية لا علاقة لها بالصراع العربي الصهيوني من بعيد أو قريب؟.. وهل هذا يعني أن قبرص طرف في هذا الصراع العربي – الصهيوني! إن الموسوعة لا تحدد لنا متى بدأ استخدام اصطلاح "الشرق الأوسط" على وجه التحديد، لكنها تبين أن الذي حددوه هم رجال السياسة الغربيون الاستعماريون لتطبيق أغراضهم السياسية والاقتصادية والعسكرية.. وحينما ننساق نحن ببساطة وراء هذا المصطلح فيما نقرأ أو نسمع.. فكأننا- دون قصد منا - نبتعد عن استخدام الجوهر.. الجوهر هو "الصراع العربي" الصهيوني" وهو "القضية الفلسطينية"، فإذا كان الصهاينة يريدون بشتى الطرق أن يطمسوا اسم "فلسطين العربية".. فهل يعقل أن ننساق نحن وراءهم دون قصد منا بالطبع.. اللهم إلا التكاسل والعزوف عن التعرف على الأشياء والمصطلحات؟!