16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إليكم اليوم حكاية جميلة، تتعلق بالسيدة الأمريكية لاز كويفاس، التي شب حريق في بيتها، واستطاعت الهرب باثنين من أطفالها من الحريق، وبرغم أن فريق الإطفاء نجح في إخماد الحريق خلال عشر دقائق، إلا أن النار أتت تماماً على الغرفة التي كانت ترقد فيها ابنتها دليمار فيرا البالغة من العمر 10 أيام فقط، وأبلغ الإطفائيون الأم، بأن النار قضت على الطفلة، بحيث لم يبقَ من جسدها شيء، (لا تتعجل وتتساءل متشككا في قواي العقلية: وما الجميل في الحكاية.. رضيعة ماتت حرقاً؟) مرت الأيام والأسابيع، وتحولت إلى شهور، وتحولت الشهور إلى عدة سنوات، وذات مرة كانت السيدة لاز في حفل بمناسبة عيد ميلاد أحد أطفال الحي، عندما وجدت نفسها مشدودة إلى طفلة حلوة، فاقتربت منها وداعبتها، ثم قالت لها إن هناك لباناً (علكة) ملتصقة بشعرها، ثم ربتت على شعر الطفلة بلطف وحنان، وانتزعت منها اثنتين أو ثلاثة، وهرولت إلى مختبر جنائي، وبإجراء فحص الحمض النووي (دي إن إيه) على شعر الطفلة، اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أنها دليمار فيرا ابنة لاز. نعم كانت هي بالفعل ابنة لاز التي افترض الجميع، أنها ماتت في حريق منزل العائلة قبل ست سنوات، وعندما توجهت الشرطة إلى بيت المرأة التي كانت تدعي أنها أم الطفلة، كانت قد اختفت، تاركة وراءها ثلاثة أطفال (ولو كانوا فعلا عيالها لما تركتهم وهربت، وتقوم الشرطة بإخضاعهم لفحص الحمض النووي لقطع الشك باليقين)، وهكذا تم اكتشاف أن الحريق الذي شب في بيت لاز كويفاس كان مفتعلاً، وأن من تسبب فيه هي جارتها كارولين كوريا التي زارتها في ذلك اليوم، وتسللت إلى غرفة الطفلة الرضيعة، حيث تركت نافذتها مفتوحة، ثم تسللت لاحقا إلى البيت من الباب الخلفي، وسرقت الطفلة، وأشعلت النار في غرفتها لمحو آثار جريمتها، ثم كان ما كان من أمر ذلك الحفل، وقيام لاز بنزع شعيرات من رأس الطفلة، ولجوئها من بعد إلى الشرطة، وصولاً إلى استرداد ابنتها التي فارقتها وعمرها عشرة أيام، واستردتها وعمرها أكثر من ست سنوات! خذ في الاعتبار أن شكل الطفل الرضيع يتغير من شهر إلى آخر خلال سنته الأولى، وأن الطفلة الرضيعة دليمار فيرا كانت قد كبرت بعيداً عن أمها، وتغيرت كافة ملامحها عما كانت عليه يوم اختفائها، وأن من اختطفتها وأخفتها لست سنوات كانت واثقة من "استحالة" التعرف عليها، ومن ثم سمحت لها بحضور الحفل ذاك، ومع هذا فإن الأم الحقيقية أحست بشيء ما يقول لها: تلك بنتي، التي قالوا إن النار قضت عليها بالكامل، وتلك هي كيمياء الأمومة وسحرها العجيب، وكل بنت في التحليل الأول والأخير "مشروع أم"، وحتى اللواتي حرمتهن المقادير من الأمومة، لسن محرومات من مشاعر الأمومة، ففي داخل كل أنثى سوية غدد وعروق تنبض بالحب والحنان. وفي بيتي أتولى ملاعبة عيالي، وممارسة كافة أشكال العبث الذي يدخل البهجة في نفوسهم، ولم يحدث أن واحداً من عيالي الأربعة جلس قرب أمه في مائدة الطعام في سنوات عمره الأولى، بل كانوا يجلسون قربي لأتولى إطعامهم وتحويل المسألة إلى لعب ومداعبة لاستدراجهم لتناول كميات كافية من الطعام، ورغم كل هذا فإنهم كانوا ومازالوا يهربون بعواطفهم وأسرارهم وأفراحهم وأحزانهم إلى أمهم، لأنها بالتأكيد مثل كل أم تملك قرون استشعار داخلية غير مرئية، وينابيع حنان لا أملكها أنا أو غيري من الرجال! أليس هذا كافياً لإقناعك بالنظر إلى أمك وأختك وزوجتك وجارتك وقريبتك وزميلتك في العمل أو الدراسة ككائنات مميزة تملك طاقات هائلة للعطاء والحب والحنان؟