02 نوفمبر 2025

تسجيل

اسمه عيلان الكردي

11 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); طفل غريق أصبح رمزا لمحنة الحرية وعجز العرب، أما محنة الحرية فلأنه ـ هو ابن الثلاث سنوات ـ وحتى يحيا حرا، فلا يعود إلى السفاح عبدا، ولا يفقد حياته غرقا، كان عليه أن يصارع موج البحر الهادر، ولم يجد أبوه بدا من أن يتركه لمعركته، كأنه كان يمكن أن ينتصر فيها!وأما عجز العرب، فحسبك أن الطفل، وعائلته وآلاف الفارين من جحيم السفاح، لم يجدوا في مرافئ العرب ملجأ يلوذون به، فاتجهوا إلى المنافي البعيدة ليموتوا موتا، ظل واحدا، مع تعدد أسبابه، من غرق في عمق البحر أو على شاطئه، إلى اختناق في شاحنة، إلى الموت جوعا وتعبا بين الأحراش وفوق المرتفعات.وزد على أمارات العجز، أننا ـ نحن العرب ـ ونحن نبكي طفلنا الغريق لم نحسن أن ننطق اسمه، فكتبناه "آلان" ثم عدلنا إلى "إيلان" ولم نعرف أن اسمه "عيلان" مع أنه اسم عربي فصيح معناه ذكر الضباع!.كتبنا، ونطقنا "إيلان" كما كتبها لنا الأعجمي الذي اكتشف جثته وصورها وانتشلها، وهو معذور لأن أبجديته لا تعرف حرف "العين" ذلك الحرف الذي اختاره "الخليل بن أحمد الفراهيدي" عنوانا لمعجمه ومفتاحا للعربية كلها. وكان نطق الاسم على وجهه الصحيح "عيلان" يحتاج أن يتعلم الأعاجم حرف العين، أو أن نعرف نحن أسماء أبنائنا، ويبدو أننا سننتظر علم الأعاجم، إذ لا أمل في أن نعرف نحن!.اسمه "عيلان" واسم عائلته "الكردي" وليس "الكوردي" كما كتبناه مرات عديدة، وكأننا كرد ولسنا عربا! فـ"كُرد" بضمة على الكاف، هو الاسم العربي الدال على العرق المعروف، والمنسوب إليه ""كُردي". أما اللغة الكردية، التي تكتب بالحروف العربية، فتستخدم حروف العلة بدلا من علامات التشكيل، وهكذا تصبح ضمة "الكُردي" واوا لتكتب "الكوردي".مات على شاطئ "بودروم" بتركيا، التقطت صوره المصورة التركية "نيلوفير دمير" وانتشل جثمانه الشرطي التركي "محمد تشيبلاق".اسمه "عيلان عبدالله الكردي" ولكم أن تبكوه الآن!