13 سبتمبر 2025
تسجيلخمسة أخبار ملفتة للنظر في غضون أيام معدودة، كفالة أيتام ورعاية أرامل وبناء بيوت وتشغيل فلسطينيين ووقود لإنتاج الكهرباء.. القاسم المشترك الوحيد بينها جميعا هو "قطر"، فقطر تتكفل بكفالة أيتام غزة، وتتكفل برعاية الأرامل في غزة، وتتعهد وتنفذ بناء 10 آلاف وحدة سكنية في غزة، وتنفذ تشغيل 105 معلمين فلسطينيين من غزة، وتقدم الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع. الحركة القطرية لإسعاف غزة من المحن لم تتوقف على الإطلاق، فقد كانت دائما في الطليعة لإغاثة الشعب الفلسطيني، خاصة قطاع غزة الذي يعاني فيه 1.9 مليون فلسطيني من حصار "إسرائيلي- مصري" خانق. وأسهمت دائما بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ورفده بما يمكنه من الصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي لفلسطين، المدعوم من بعض الأنظمة العربية. ولم يتردد أميرها الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بان يكون أول زعيم عربي، الذي يزور قطاع غزة، وكان الزعيم العربي الوحيد الذي قرن القول بالعمل بدعم الشعب الفلسطيني، وهو صاحب العبارة التي دوت في أرجاء العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج عندما قال في دعائه على المتآمرين العرب على فلسطين: "لا حول ولا قوة إلا بالله.. كلما اكتمل النصاب نقص". الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يستحق الاحترام والتقدير، فقد قدم الغالي والنفيس من أجل تحرير فلسطين، وعانى سكان القطاع الويلات من الحروب العدوانية الإرهابية عليهم، ويكفي أنهم ذاقوا مرارة 3 حروب في أقل من 8 سنوات، صبت فيها الآلة العسكرية اليهودية الصهيونية الإسرائيلية كل ما في ترسانتها من قنابل وقذائف وصواريخ وأسلحة فتاكة محرمة دوليا، عنقودية وفراغية، وغيرها من أدوات القتل التي تزودها بها الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الشعب لم يقدم الدنية في دينه ودنياه وقاوم الاحتلال وصمد وصبر ولم يخسر أي مواجهة مع الاحتلال الإرهابي الإسرائيلي، رغم الخسائر البشرية والمادية والتضحيات الجسام التي قدمها، ورغم سقوط آلاف الشهداء والجرحى وتدمير 40 في المائة من المنازل في غزة، ومسح أحياء بأكملها عن الخريطة، وإبادة أكثر من 30 عائلة بكامل أفرادها. ولهذا يأتي الدعم القطري على مستوى هذه التضحيات الكبيرة والجسيمة لهذا الشعب المعطاء، ما جعل من قطر "أيقونة" عربية إسلامية في غزة وكل فلسطين، وبات أهل غزة ينظرون إلى الوعود القطرية بالتصديق خلافا لوعود العرب "العرقوبية"، فقد وعدت بتقديم العون المادي لسكان القطاع، ورصدت مبلغ 407 ملايين دولار ثم تعهدت بتقديم 1000 مليون دولار أخرى، للمساهمة بإعادة اعمار قطاع غزة الذي دمرت فيه الآلة الإرهابية العسكرية الإسرائيلية أكثر من 130 ألف وحدة سكنية، منها منازل 12 ألف أسرة تم سويت بالأرض وتحولت إلى ركام، فالإغاثة القطرية تأتي لتبعث الأمل في نفوس أهل غزة وتضمد جراحهم. لم تقف قطر عند حدود إعادة البنيان فقط، بل ركزت على بناء الإنسان الفلسطيني وتأهيله ومساعدته على الخروج من المأزق المادي والنفسي والمعيشي، فقد أطلق "صندوق قطر للتنمية" برنامجا لتقديم الرعاية الشاملة لــنحو 2108 من الأطفال واليافعين في قطاع غزة ممن تيتموا نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع العام الماضي، من بينهم 22 يتيما استشهد جميع أقاربهم خلال الحرب، حيث سيتم رعايتهم حتى يبلغوا سن الثانية والعشرين لمساعدتهم على العيش بكرامة وتحقيق طموحاتهم وآمالهم ليصبحوا أفراداً فعالين في مجتمعهم"، وتغطي الكفالة القطرية "مستلزمات التعليم لأطفال الرياض وطلاب المدارس من رسوم وزي وكتب ومواصلات وأقساط، والتعليم المساند لرفع مستوى التحصيل الدراسي، إلى جانب تغطية مستلزمات التعليم لطلاب الجامعات والمعاهد التقنية والفنية، وبناء قدراتهم من خلال دورات تدريبية تساعدهم على المنافسة في سوق العمل بعد التخرج، وتقديم أنشطة مرافقة للمنهج الدراسي تهدف لتعزيز ثقافة الأطفال وتنمية مواهبهم واحتضان إبداعاتهم إلى جانب الكثير من الخدمات التعليمية الأخرى". هذه المبادرة دفعت المستشار الإعلامي للوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عدنان أبو حسنه، "، إلى وصف المشروع بأنه "يأتي ضمن السياق الصحيح لخدمة الأيتام وعائلاتهم الذين يعانون حرمانا ماديا وعاطفيا ومعنويا هائلا، يهدف إلى استعادة المجتمع لطبيعته وبالذات الأطفال الأيتام وإعطائهم أملا جديدا في مستقبل أفضل". هذا جهد الدولة القطرية، أما جهد أهل قطر فهو كبير وملموس في القطاع فقد أقدم الدكتور مازن الهاجري وزوجته الداعية فاطمة العلي على إقامة مشروع خيري لكفالة أرامل قطاع غزة، بإشراف جمعية دار الكتاب والسنة في قطاع غزة، وهي من الجمعيات التي تستحق الاحترام فعلا، لما تقدمه من خدمات رائعة وقفت على بعضها عند زيارتي لقطاع غزة، وهو مشروع يحمل عنوان "الساعي على الأرملة"، يغطي الأرامل اللواتي ليس لديهن مصدر ثابت للدخل، أعطيت فيه الأولوية أعطيت للأرملة التي تعيل أكبر عدد من الأيتام. لحماية كرامة المرأة الفلسطينية، وقربى إلى الله، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، والصائم النهار". ستبقى قطر صاحبة، أميرا وحكومة وشعبا، مواطنين ومقيمين، وجمعيات ومؤسسات ورجال أعمال، صاحبة الأيادي البيضاء في رعاية الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين في فلسطين، لتظل البسمة مرسومة على شفاههم، رغم الحرب والجراح والحصار والمعاناة والويلات.