18 سبتمبر 2025

تسجيل

فسألوا أهل الذكر

11 أغسطس 2015

﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، آية قرآنية تعطينا أساساً متيناً لحياتنا ونوراً يضيء لنا دروبنا، وطريقاً قويماً لكل ما فيه خير لنا. فهي آية تجمع لنا بأهمية طلب العلم من أهله، وأهمية الاستفتاء، والتحري في كل أمور حياتنا حتى نمشي على الطريق القويم في الحياة، فكيف ستنهض الأمة إن لم يسأل من لا يعلم من يعلم، ومن سينهض بالأمة إن تصرف كل إنسان بهواه، وهل ستنهض الأمة إذا تركت أساسها القويم وهو الدين، ومن سيقود النهضة إن تم تهميش أهل الذكر والقرآن. فإذا أردنا تطبيق هذه القاعدة القرآنية وحاضرنا، فسنرى أهمية سؤال أهل العلم في أمور الدين، بالإضافة إلى رفعة مكانة أهل العلم والدين وقد خصهم الله بقوله أهل الذكر، فهم ورثة العلماء والصالحين الذين لم يورِّثوا درهما ولا دينارا ولكن ورَّثوا علما يرثه الصالحون جيلا بعد جيل. من هنا يجب أن نحرص على سؤال أهل العلم ونحذر من سؤال من لا علم له أو استيقاف كل من يتكلم عن الدين والظن بأنه عالم وأهل للفتوى، فاحرص عند أخذ العلم أو الفتوى لدينك كحرصك عند زيارة الطبيب، خاصة في هذه الأيام، والتي أصبح الجميع يفتي ويبحر في عالمه الخاص، فهذا يقدم العادات على الدين، وذاك يقدم الهوى على الدين ، وهناك من يدعو إلى التحرر وعدم التمسك بالدين بحجة الحرية والله المستعان. وقد يجد البعض صعوبة في سؤال أهم العلم ويعلل هذا لتصرفاته الخاطئة , ولكن نقول لهم أسال من ترى في خير من طلبة العلم حتى يأتي لك بالجواب من شيخه أو من من يعرف من المفتين الثقة مع الدليل وأحرص على البحث وابذل الجهد فقد كان أهل العلم يسافرون ويرتحلون في تفسير القران , فيجب علينا الإقتداء بهم وبذل الجهد في أخذ امور ديننا بالدليل والبراهين . ويجب علينا الحذر من الفتوى بغير علم إذا جاء من يسألنا خاصة في بعض الأمور الظاهرة والتي قد تحتوي في بواطنها أمور لا نعلمها ونقع في الخطأ فليس هناك عيب في قول لا أعلم . وأختم كلامي بالحذر من إتباع الهوى في الفتاوي والإنجراف خلف ما تهواه النفس ولا يرضاه الدين و الطعن في فتاوي العلماء الثقات بالحجج الواهية مثل تغير الزمان والمكان فالإسلام دين كل مكان وزمان والعلماء موجودين في كل مكان والدين كله يسر ولكن النفوس المتبعه للهوى تستصعب كل شيء من أمور الدين , فأجلس مع نفسك جلسة مصارحة فأنت أعلم بنفسك في كل امورها وحاسبها قبل تحاسب على كل صغيره وكبيرة ولا تلتفت للأعذار الواهية المضللة , واسأل أهل الذكر قبل ان تسأل , فسؤالهم قربة إلى الله وعبادة , وطريق بإذن الله إلى مرضاة الله وليس بعد مرضاة الله إلى الجنة .