14 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق.. بين المجازر ونبش القبور ؟

11 أغسطس 2014

لقد فعلتها ميليشيات عصائب أهل الباطل وبقية الجوقة الطائفية في اللجوء لأساليب التخلف والعدمية والهمجية في مقارعة الخصوم وفرض الأحقاد بعيدا عن كل صيغ المعاملات الإسلامية المعروفة أو أخلاق الفرسان التي لا يتحلى بها أولئك الهمج الرعاع! لقد نبشوا القبور واعتدوا على المقابر، ومارسوا ساديتهم الرثة في سحل وتعليق الجثث وترويع الآمنين وكأنهم يقولون لمستخدميهم الإيرانيين بأنهم سيوف جاهزة للاستعمال وبأنهم هم ما غيرهم من سيحفظ المصالح الإيرانية في العراق والتي ستشهد انتكاسة مؤكدة، فالحالة الراهنة لن تستمر طويلا، لقد تم تجييش وعسكرة وتطييف المجتمع العراقي بالكامل عبر فتاوي الفتنة وبات القتل على الهوية الطائفية هو سمة الحالة الراهنة في العراق.. وحيث تجتمع أشباح التاريخ وإفرازاته الثقيلة لتنتج اليوم عراقا طائفيا بإمتياز غادر بالكامل محطة التقدم والنماء، فالقيادات الحزبية والطائفية الحاكمة قد فشلت في إقرار صيغة تداولية للسلطة وهي اليوم تتصارع على المناصب تاركة الشعب العراقي ومصير العراق للمجهول والفوضى لا بل أن تلكم القيادات الفارغة والجاهلة والمريضة قد تناست حقيقة أن وجودها وتسلقها لهرم السلطة ما كان ليمكن أن يتم لولا أحذية المارينز الأمريكي الثقيلة التي لم تزل تصوغ وتحوك سيناريوهات الأحداث في العراق وعموم الشرق.. لقد تهاوت كل قيم البناء الوطني الحقيقي والفعلي مع هيمنة الطائفيين والمتخلفين على السلطة والذي أنتج في النهاية حالة مستمرة من الصراع والتطاحن ليس من أجل البناء بل من أجل النهب و الاستحواذ واستغلال الشعارات والمصالح الطائفية الرثة في بناء منظومة وقيم متخلفة وبائسة وفاقدة للحدود الدنيا من الولاءات الوطنية أو الارتباطات المصيرية بالشعب ومصالحه، لم يؤد حكم الطائفيين ووكلاء المشروع الإيراني في العراق سوى لتقسيم العراق لشعوب ومناطق نفوذ ولتحويل البلد لسعير صراع طائفي مريض ليس له حدود ولا سدود، فالوزراء تحولوا لضباط وعسكر يقودون الميليشيات ويمارسون التطهير الطائفي كما هو حال العصابي في حركة فيلق بدر العميل ووزير النقل هادي العامري الذي فعلت عصاباته الموجهة إيرانيا ومن خلال قيادة الحرس الثوري الأفاعيل في محافظة ديالى من قتل وترويع وتصفية وتطهير لأهل السنة في المحافظة..وكذلك الحال ما تفعله ميليشيات ( الجهاد الكفائي ) الطائفي الراهن من عمليات قتل واختطاف وإعدام في بغداد و محيطها، دون أن نتجاهل بأن أطراف التحالف والمثلث الإيراني في المنطقة والمتمثل في عصابات فيلق القدس وحزب الله اللبناني وحليفتها العراقية قد حولت العراق لساحة عمليات ولقاعدة رئيسية في معركة المصير الطائفي الواحد بعد أن أضحى العراق منطقة قتل للجماعات المتطرفة من شتى الأصناف والأشكال والاتجاهات.. أما رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي والذي يصر على استمرار حكومته فهو في سبيل سلطته وطموحاته لا يرى مانعا من تفجير الشارع العراقي بعد أن تسبب في تكسيح شامل للعراق وبشكل غير مسبوق حوله لوطن مستباح ومنهوب تحول لملعب وساحة حرب للقوى الإقليمية المتصارعة.. الإيرانيون بعصاباتهم وفرقهم وجماعاتهم ووكلائهم هم من يتحكم اليوم بالمشهد العراقي وهم من يمارس وينفذ سيناريوهات الموت والسحل الخرافية السائدة وبما يؤدي لتكسيح شامل للعراق، المواقع الطائفية والعرقية قد حفرت بالكامل، والعملية السياسية في ضوء الثورة وانتفاضة الشعبية التي تعم أكثر من نصف العراق قد وصلت لطريق مسدود بعد أن فشلت القوى السياسية في إزاحة الاستبداد والهيمنة وباتت أسيرة لسلطة رجل واحد لا يحمل سوى عنوان واحد وهو الفشل بأبشع معانيه..