28 سبتمبر 2025

تسجيل

المرأة والسيارة

11 يوليو 2022

الأستاذ الفاضل / أحمد المهندي المحترم أشكرك جزيل الشكر على صفحتك الأكثر من رائعة وأتمنى لك دوام الاستمرار بهذه الصورة وأرجو أن تقبل هذه المساهمة مني.. في يوم من الأيام كنت أقود سيارتي عائدة من العمل ليلا وفي إحدى المناطق في الدوحة راودني الشك بأن الإطار فيه خلل "بنشر"، وفجأة نزلت من السيارة ورأيت أن الإطار قد انفض منه الهواء وبعد ذلك ركبت السيارة وركنتها إلى جانب الشارع وكانت المنطقة هادئة جدا ويحل علينا الظلام وهنا ارتبكت ولم أستطع أن أعمل اي شيء وتليفوني غير مشحون ولم يكن المكان معمراً بالناس لكي أستطيع طلب المساعدة فوقفت حائرة وأيضا ضائعة بسبب أنني امرأة ولا أستطيع فعل أي شيء وبعد لحظة رأيت سيارة قادمة إليَّ وتنتظر مني الاشارة بطلب المساعدة ولكن كنت لا أستطيع طلب مساعدتهم لكي لا يظنوا بي ظن السوء بعدها حضر إليّ رجل آسيوي وطلب أن يساعدني فقبلت وحاول كثيرا أن يخرج الإطار الإضافي من السيارة ولكن لم يستطع بسبب أنه ليس لديه خبرة في ذلك وفي لحظتها كان يمر شاب قطري ورآني واقفة بجانب الشارع وحضر إليّ بكل أدب واحترام قال: يا أختي هل تريدين مساعدة فقلت له: نعم وقال: اجلسي داخل السيارة حتى أغير الإطار. فركبت السيارة وأنا حائرة ماذا أفعل بعد مساعدته لي هل أشكره ويذهب أم هذا أيضا خطأ لأنني لأول مرة يصادفني هذا الموقف وكانت تراودني كثير من الأسئلة وفي لحظتها أدركت انني امرأة ضعيفة لا تستطيع فعل أي شيء رغم أنني أقود سيارة وأعمل ولكن الرجل يبقى رجلا بقوته وشخصيته يستطيع أن يقف امام أي عقبة تصادفه أما المرأة تريد كل شيء. تريد أن تسوق السيارة وتريد أن تعمل وتريد أن تعتمد على نفسها في كل شيء وأقل شيء يصادفها تضعف وينتابها الخوف. وهذه شهادة مني ويجب على كل فتاة أن تعترف بذلك وعدم التكبر فيه. وطبعا هناك من تقف وقفة الرجال وتحمل المسؤولية ولكنهن قلة. انتهى الموقف على خير والحمد لله وقضى على حيرتي وخوفي هذا الشاب الذي فاجأني بعد أن غير الإطار قال: اذهبي الله معك وركب سيارته وذهب ولم ينتظر مني حتى الشكر والأكثر من ذلك أنه دفع مبلغا رمزيا للرجل الآسيوي لمساعدته له ووقتها دمعت عيناي ولا أعرف إذا كانت هذه الدموع من الفرحة أو من الخوف وأدركت انها من الفرحة وذلك بسبب شهامة وأصالة شبابنا واخواننا الذين يتصفون بالأخلاق الكريمة وحب المساعدة والخوف على اخواتهم وهذه الصفات ليست قليلة على شبابنا القطري وعلى احترام وتقدير لهذا الشاب الذي يدل على خلقه وأصله الطيب ومنذ ذلك الوقت وأنا أسوق بحذر ولا أدخل الأماكن المظلمة ليلا ووضعت شاحنا للتليفون بالسيارة والحمد لله بلدنا بخير وأمان ونفتخر بذلك.. وشكراً. Ahmed [email protected]