17 سبتمبر 2025

تسجيل

العافية في الولد

11 يوليو 2015

الولد نعمة كبيرة من الله تعالى لا يعرفها إلا من حرمها، يهبها الله لمن يشاء (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير)، وقال جل وعز (المال والْبَنُون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا).فأول العافية في الولد:أن تثمن النعمة به وتشكر الله تعالى عليها وتقوم بما أوجب الله عليك نحو النعم من حفظها وحراستها وتوجيهها وإرشادها ، يقول الله تعالى ( يوصيكم الله في أولادكم ) ويقول رسول الله ( وإن لولدك عليك حقاً ) ويقول ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع ) وقال ( ما من عبد استرعاه الله برعيّة فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ) متفق عليه.وهذا يستوجب على الوالدين تربية أبنائهما تربية يريدها الله ورسوله وتعود عليهما بالبر والصلة والرحمة، فالوالدان يريدان أن يقطفا ثمرة تربيتهما لأبنائهما من البر والطاعة والقيام بالواجب نحوهما خاصة عند الكبر كما قال الله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ).العافية في الولد:أن يتربى تربية صالحة ليكون صالحاً لأن الابن الصالح مكسب كبير، بل منّة عظيمة فإنه سوف يرعى والديه بعد عبادته لربه، ويقوم بواجبهما أحياء وأمواتاً، من الدعاء والبر والرحمة والعناية في الدنيا والآخرة، ولأهمية صلاح الولد طلبها الأنبياء من ربهم عز وجل فقال زكريا عليه السلام (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) وجاء في دعاء العبد الصالح قال ( وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) وقال إبراهيم عليه السلام ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ).فإن الوالدين إذا أنعم الله عليهما بذرية صالحة فسوف ينعمان بحياتهما ودنياهما ويعمرانها بطاعة الله، وسيجدان لذة البر والرحمة ونعمة الله عليهما بصلاح الذرية، وأما في الآخرة فسوف يجدون حسنات في موازينهما لم يعملاها ولكنها من عمل أبنائهما لهما، يقول رسول الله ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له ) رواه مسلم.ويقول ( إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب أنى لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك ) رواه أحمد.العافية في الولد:أن يعرف الولد قيمة الصلاح وفائدته فيسعى في طلبه والأخذ بأسبابه، وهذا يكون بعد إذن الله تعالى بالتربية المستقيمة منذ نعومة أظفاره واطلاعه على أنه في إمكانه أن يتسبب في سعادة والديه ورفع درجتيهما، يقول رسول الله ( من ابتلى من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار ) وفي رواية ( فأحسن إليهن ) واطلاعه على آثار الصلاح من البركة في عمره وولده غداً وزوجه ورزقه كما أخبر رسول الله في قوله ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه ). العافية في الولد:أن يجنب البلاء والخبث من الأغاني واللهو وحياة الخراب والضياع الذي تمتلئ به الدنيا في هذه الأزمان والذي أصاب الكثير من أبناء المسلمين، وهذا لا يكون إلا بغرس فضيلة الدين في نفوس الأبناء يوجههم الوالدان إلى شرف التدين بدين الله وكرامة الإنسان الملتزم ورفعته في الدنيا والآخرة ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وألا يكون مغروراً بالدنيا وشهواتها متفرغاً لها، مهملاً لدينه ولقاء ربه، لا تراه في المساجد ولا في مجامع الكرام.