12 سبتمبر 2025
تسجيلالحروب ذات الأبعاد الدينية غالبا ما تنتهي إلى إبادات متعمدة ومقصودة، لأن أطراف الصراعات دائما ما تتعامل بعقائد دافعة ومحفزة شديدة النشاط وعالية العدوى، دون مساحة للتفكير الحر للأتباع الذين يساقون دون تخطيط أو تدبير وتدبر منهم، فهناك نخب تمثل قادة رأي تعمل على تحفيزهم لمعارك بقاء مفتعلة، فيما دوما هناك إمكانية للتعايش والتقارب، سواء في أديان سماوية أو وضعية.لمحاصرة هذه السلوكيات الدينية الضارة بمستقبل وحاضر البشرية بحث منتدى دولي برعاية الأمم المتحدة في مدينة فاس المغربية دور القادة الدينيين في منع التحريض وارتكاب جرائم إبادة وحشية، بمشاركة عدد من الخبراء والدعاة والمفكرين الدينيين من العالم العربي وبلدان أخرى، والذين يفترض أن يقوموا بدور يمنع التحريض الذي من شأنه أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية كالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.المنتدى الذي ينظم بشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الدولي لحوار الأديان والثقافات والمندوبية السامية لحقوق الإنسان بالمغرب، والرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، يؤكد على أدوار القادة الدينيين بمختلف مشاربهم وأطيافهم في بناء خطاب ديني إيجابي قائم على أساس احترام حقوق الإنسان، وفي التصدي لكل السلوكيات المتضمنة لخطابات عنف وكراهية وقدرتهم على محاصرتها.ومن واقع الحال في منطقتنا العربية نلحظ نشاطا متطرفا يقتل باسم الهوية الدينية، وحصلت جرائم كارثية باسم الدين، بالحرق والذبح والرمي بالرصاص، وهي طرق بشعة لإزهاق أرواح كثير من الأبرياء تصل إلى إبادات وموت جماعي يتنافى مع سماحة وسلام كل دين يستهدف أمان وأمن المجتمعات، وذات الشيء حصل من متطرفين في مناطق جغرافية أخرى كالذي راح ضحيته قومية الروهينغيا المسلمة في ميانمار وغيرهم.الأمم المتحدة مطالبة في الواقع بمثل هذه التحركات التي تضع القادة الدينيين والمجتمعيين أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، فهناك حركة نشطة للمتطرفين والموت الذي يلاحق المدنيين الآمنين في كثير من مناطق العالم، ولا يبدو من أمل حقيقي لوقف القتل والمجازر شرقا وغربا إلا بتتبع منبع هذه الشرور الإرهابية القاتلة، وإيقاف حيويتها وإعادة عقلها إلى مرحلة الرشد التي ضاعت ودخلت نطاق الجنون الإنساني الذي يؤذي ويضر البشرية بأسرها، ويقدم لها أمواتا بالجملة دون مبررات موضوعية غير دوافع عقدية عنيفة غير مؤسسة على ثوابت صحيحة.