30 أكتوبر 2025

تسجيل

مُلهمات الشعراء (6-8)

11 يوليو 2015

* عندما نتعرض لملهمات الشعراء من النساء، لابد أن نقف عند ليلى العامرية، ملهمة الشاعر قيس بن الملوّح، الذي اشتهر بلقب مجنون ليلى.. وقد وصفها رباح العامري قائلاً: إن ليلى كانت من أجمل النساء وأظرفهن، وأحسنهن جسماً وعقلاً، وأفضلهن أدباً، وأصلحهن شكلاً، وفوق كل هذا كانت ليلى شاعرة.. وقد أحبها قيس منذ نعومة أظفاره، عندما كانا يرعيان الغنم.. وقد قال مجنون ليلى في هذا:تَعَلَّقْتُ ليلى وهيَ ذَاتُ ذُؤابَةٍولَمْ يَبْدُ للأَترابِ من ثَدْيِها حَجْمُصَغيرينِ نَرعَى البَهْمَ يالَيتَ أَنَّناإلى اليومِ لم نَكْبَرْ ولم تَكْبَرِ البَهْمُ* وقد اخْتُلِفَ في تسمية قيس بالمجنون، وهل كان به جنَّة حقيقية؟ فقال ابن عائشة: إنما سُمِّيَ المجنون لقوله:ما بَالُ قَلبِكَ يا مَجنونُ قَدْ خُلِعَافي حُبِّ مَنْ لا تَرَى في نَيْلِهِ طَمَعَاالحُبُّ والودُّ نِيطَا بالفؤادِ لَهافأَصبحا في فؤادي ثابِتَيْنِ مَعَا* أو لقوله من هوى ليلى:وبي من هَوَى ليلى الذي لَوْ أَبُثُّهُجَمَاعَةَ أعدائي بَكَتْ لي عُيُونُهاأَرَى النَّفْسَ عن ليلى أَبَتْ أَنْ تُطِيَعنيفَقَدْ جَنَّ من وَجدي بليلى جُنُونُها* ومن أجمل قصائد مجنون ليلى هذه القصيدة التي عارضها كثير من الشعراء بعد أن شَرَّقت وغَرَّبت في العالم العربي والتي قال فيها:تَذَكَّرتُ ليلى والسنينَ الخَوَالياوأيامَ لا نَخْشَى على اللَّهوِ ناهِياوقد يَجْمَعُ اللهُ الشتيتينِ بعدمايَظُنَّانِ كُلَّ الظَّنِّ أَنْ لا تَلاقيالَحَى اللهُ أَقواماً يقولونَ إنَّناوَجَدْنا طِوالَ الدَّهرِ للحُبِّ شَافِياقَضَاها لغيري وابتلاني بِحُبِّهافَهَلاَّ بشيءٍ غير ليلى ابتلانيافيارَبِّ سَوِّ الحُبَّ بيني وبينهايكونُ كِفافاً لا عَليَّ ولا لِياولا سُمِّيَتْ عندي لَها من سَمِّيَّةٍمن الناسِ إلاَّ بَلَّ دَمعي رِدائيافإنْ تَمْنَعوا ليلى وتَحموا بلادَهاعَليَّ فَلَنْ تَحموا عَليَّ القَوَافياأَعُدُّ الليالي ليلةً بعد ليلةٍوقد عِشْتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَّياليا* إلى أن يقول:يَقولونَ ليلى بالعراقِ مَريضَةٌفيالَيْتَني كُنتُ الطَّبيبَ المُداوِياتَمُرُّ الليالي والشُّهورُ ولا أَرَىغَرامي لها يَزدادُ إلاَّ تَمادِياخَليليَّ إِنْ ضَنُّوا بليلى فَقَرِّباليَ النَّعْشَ والأَكفانَ واستغفرا لِياوسلامتكم...