31 أكتوبر 2025

تسجيل

منتخب العار والسقوط المدوي للسامبا

11 يوليو 2014

جنون كرة القدم هي العبارة الأمثل لكي نصف ما حدث في مباراة البرازيل وألمانيا في نصف نهائي مونديال العالم، وتجرع السامبا مرارة الذل بسبعة أهداف لتخرج البرازيل منكسة الرأس من المنافسة على لقب المونديال، جنون الكرة الذي جعل المستضيف يسقط في شوط واحد بل في أقل من عشر دقائق أمام ضيفه، وقد تكون المرة الأولى التي نشاهد في حشد المشجعين وهي تبكي بحرارة قبل نهاية الشوط الأول، وكأنها تنبأت بالنتيجة مبكرا وقبل انتهاء نصف زمن المباراة.ولكن بالله عليكم وقبل أن يتسرع أي كان في إطلاق الأحكام المسبقة على منتخب البرازيل، فمن هو المنتخب الذي يتلقى أربعة أهداف في ستة دقائق ويعوض الخسارة؟ أو من هو المنتخب الذي يسقط في تسع عشرة دقيقة بخمسة أهداف ويتمكن من تعويض هذه الخسارة لاحقا، البرازيل وجدت نفسها في موقع لا تحسد عليه أبدا وحتى هي صاحبة السمعة الشهيرة في كرة القدم ليس لديها عصا سحرية لكي تعود وتعادل النتيجة، ولذلك يجب أ لا نكون قاسيين مع البرازيل في إطلاق الأحكام، فقد خسرت السامبا فرصة جديدة للتويج باللقب السادس على أرضها ووسط جماهيرها.ولكن ما الذي حدث منذ البداية وقاد البرازيل لهذه الخسارة المأساوية، ما هو السبب الرئيسي لكي تتلقى هزيمة هي الأبشع لها في المونديال منذ انطلاقه، منذ 1930، هي أسباب كثيرة ومنفصلة قد يكون أهمها هو عدم رهبة الألمان منذ نزولهم ووضوح رغبتهم القاتلة ومنذ البداية للتسجيل والوصول لمرمى خوليو سيزار، كذلك بالتأكيد كان لغياب نيلمار دور أساسي في تلقي منتخبه هذه الهزيمة، فقد كان واضحا جدا اعتماد البرازيل على نجم واحد ومنذ بداية المونديال من أجل الوصول دوما لمرمى الخصوم، ولعمري هي ظاهرة لم نكن نشاهدها كثيرا لدى راقصي السامبا في السنوات الماضية، أيضا كان لغياب صمام الأمان تياجو سيلفا تأثير واضح على الخط الخلفي والذي كان مسرحا للمانشفت من أجل تقديم أفضل عروضهم منذ بداية المونديال.ولكن قد يكون السبب الأهم والأقوى هو التوفيق الذي حالف الألمان في تسجيل جميع الفرص ودخولها للمرمى، وعوضا عن أن تكون هناك فرص ضائعة كما نشاهد في كل مباراة، فإن لاعبي ألمانيا استغلوا كل كرة خير استغلال ووضعوها في المرمى، لتكون النتيجة ليست فوزا فقط، وإنما سطر من الانجازات يضاف لصفحات الألمان بتحقيق هذه النتيجة على المستضيف، وفي الوقت ذاته ذل وهوان للبرازيليين الذي كان سقوطهم قويا ومدويا هذه المرة.والآن ومع احتفالات المانشفت بالوصول للنهائي، فإن هناك حقيقة أخرى تضاف لسطر الانجازات، وهي أن ألمانيا تصل للنهائي للمرة الثامنة في تاريخها، ، وهو رقم لم يسبقه إليها أي منتخب آخر سوى البرازيل، والتي وصلت سبع مرات مسبقا، فأي نية يحملها الماكينات في هذا وأي عار سيحمله هذه المنتخب البرازيلي وهذا الجيل من اللاعبين بعد الخسارة المهينة.