17 سبتمبر 2025

تسجيل

الذكر لا يستطيعه إلا الموفقون

11 يوليو 2014

ذكر الله تعالى مقام كبير ومنزلة لا ينالها إلا موفق وإلا فكثير من الناس يذكرون الله تعالى ثم يتوقفون ويرجعون لكن يبقى عباد من عباد الله تعالى يذكرون الله تعالى على كل وقت وحين كالملائكة الكرام الذين يذكرون الله لا يفترون كما قال تعالى عن ملائكته (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) وقال أيضاً (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون. قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. رواه مسلم ونقل النووي عن ابن قتيبة قال: أصل المفردين الذين هلك أقرانهم وانفردوا عنهم فبقوا يذكرون الله تعالى.الكذب والافتراء على الله تعالى ورسوله حين يقال إن الموسيقى غذاء الروح، بل غذاء الشيطان وطريق الغواية والضياع. وما ضاعت الأنفس وأظلمت القلوب وما نزلت الأمراض في الأبدان وضاقت الصدور إلا بالأغاني والموسيقى خاصة أغاني هذه الأيام التي فيها ما فيها من الفجور والضياع الخلقي والانحسار الإنساني والآدمي. يقول الله تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. قال ابن كثير رحمه الله: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) قيل: هو الغناء. قال مجاهد: باللهو والغناء، أي: استخفهم بذلك. وقال ابن عباس: كل داع دعا إلى معصية الله، عز وجل.والله تعالى يقول (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) فكيف تكون هذه المسألة، يخلق الله تعالى روح عبده من روحه المقدسة ثم يُحرم تعالى شيئا كالموسيقى ثم يكون علاجا للروح أو حياةً تحيا به. فهذه مقولة فاسدة خبيثة. يرفضها العقل إذ كيف يكون الحرام علاجا أو دواء أو حياة للشيء وهو ضرر وخطر، فهل رأيت طبيا يعالج مرضاه بما يضرهم،لأن المحرمات في حقيقتها أخطار وأضرار علم الله خطورتها فحرمها رحمة بالعباد. والغريب أنك تجد من يقول هذا علماء وأساتذة ومثقفون. إن الحقيقة أن كلمات الله لاتقبل التبديل ولا التغيير، ولن يتحول الباطل حقا في يوم من الأيام بعد أن اعتمده الشرع الحنيف وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. يقول القرطبي: أي ليس يتعقب حكمه أحد بنقص ولا تغيير.ولو أراد أحد أن يتعقب حكم الله تعالى لينقضه أو يطعن فيه لما استطاع ولما وجد ثقرة يدخل منها على حكم الله وذلك لإتقان الله وإحكامه للحكم. فتأمل يا رعاك الله واتق الله فإن الشريعة جاءت مبينة للناس حقيقة الدنيا والآخرة وما اختلف فيه الناس.