10 سبتمبر 2025

تسجيل

هذه فرصة ولكن

11 يوليو 2013

تصفد شياطين الجن في رمضان لتبقى شياطين الانس، فإما أن يكبح شيطانه ويلجم نفسه، وإما أن يتبع هواه. وهناك من يدخل عليه رمضان ويخرج ولم يتغير حاله فهو كما هو، ما ربح من صيامه غير الظمأ والجوع. وهذه فرصة ولكن لمن يعقلها وينتهزها؟وما يحز بالخاطر وما يحزن القلب وتأسف عليه، أن هناك من الأسر من تخاصمت من أجل الدنيا، فتفرقت من بعد ما كانت تأكل من صحن واحد، وتنفق من جيب واحد، وتنظر للأمور من عين واحدة، أهو عين حاسد وحقد حاقد أصابهم؟ أم هي نفوس كانت تخبئ أمرا فجاء وقت وأظهرته؟ أم غرتهم الدنيا فأبعدت بينهم؟ ورمضان فرصة للعودة والتوبة ولكن لمن يعقلها!وهناك مسئولون ظلموا من تحتهم من موظفين، وأذاقوهم طوال سنين ألما وقهرا، بدون ذنب، وهذه فرصة لهم أن يرفعوا الظلم عن أنفسهم فالظلم واقع على الظالم أولا قبل ان يقع على من ظلم، وهذه فرصة ولكن من يعقلها؟وهناك أزواج ظلموا نساءهم بالهجر، والكذب، والتهم والافتراء عليهن، والعقاب لأسباب تافهة، وهناك من ترك مسئوليته لبيته وأهله من أجل أخرى، فهذه فرصة للعودة ولكن لمن يعقلها؟!وهناك زوجات ظلمن أزواجهن بعدم السمع والطاعة للزوج فتكبرت وتسلطت، ثم تبرجت انتقاما منه والحق أنها تنتقم من نفسها وتعاقبها وتؤثم على ما تفعل، بل إن البعض انجر لارتكاب المعاصي والعياذ بالله، فهذه فرصة للتوبة والإنابة، ولكن لمن تعقلها!وهناك من الزوجات من أبعدت زوجها عن والديه، بل أهله جميعا، ونسيت أن يوما قد يأتي عليها الدور فتُبعد بسبب غيرها، فهل تعقل ما تفعل؟ فهذه فرصة ولكن لمن تعقلها؟وهناك من الرجال والنساء من يتحدث في أعراض الناس وينتهكون حرمتها بدون حق، بل يؤلفون القصص وقد يزيدون وهم بهذا إنما ظلموا أنفسهم وكذبوا على من تحدثوا عنه، ورمضان فرصة ولكن لمن يعقلها؟وهناك أبناء لا يرون أهلهم إلا بالمناسبات، وهناك من قطع صلة والديه وقسى قلبه من أجل عرض بالدنيا الزائلة، ناسيا أنه أتى للدنيا بسببهم، ولكن لأنهم رفضوا له أمرا فرفض بقاءه معهم ووصاله لهم، فنسي وأنكر عليهم ما أعطوه وما فعلوه له منذ صغره، فهذه فرصة لتعود وتعيد وتجبر نفسك أن ترجع لأحضانهم ولكن لمن يعقلها؟وهناك تاجر ينصب ويكذب ويفسق، ليكون ثروة سيذهب عنها يوما ما، ونسي أن الله سيحاسبه عن مظالمه، فرمضان فرصة لكن هل سيعقلها؟جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره". ليعلمنا هذا الحديث كيف نفعل إن وجدنا ظلما، ونعرف الظالم والمظلوم، فعلينا ألا نقف مكتوفي الأيدي ونسكت للظالم لأنه قريب، أو صاحب سلطان وجاه، ووجهنا الحديث لما نفعله من نصح وإرشاد وتوجيه متكرر بل مراجعته والوقوف لمساعدته حتى يرجع عن ظلمه، لكن ما يعتلي البشر من خوف، أو مصالح دنيوية أحجبتهم عن فعل الحق. فكل من يشارك ظالم بالسكوت أو القيام له بأعماله فقد شاركه الظلم بل أشد منه، لأنه يعينه على الظلم. وهذه فرصة لمن يرى ظلما وساكت عنه أن يفعل شيئا لله، ولكن من يعقلها؟!والعجب العجاب أن الناس تترك الظالم لتحدث المظلوم وتنصحه وتوجهه، وهذا في حد ذاته أمر مضحك، فهو مغلوب على أمره، ليس بيده شيئا إلا الدعاء، عجيبة هذه الدنيا كيف هي؟ وعجيب أمر الناس كيف عقولهم؟ أم إنهم يستخفون بالمظلومين لأنهم ضعفاء؟ فإن كنت لا تقدر على الظالم لا تذهب للمظلوم لتزيد من ألمه وحزنه وتحسسه أنك في صف ظالمه، فتكون مع الظالم بوجه ومعه بوجه، إنما والله من يفعل ذلك يكن من المنافقين. وهذه فرصة لتبعد عن النفاق، ولكنها لمن يعقلها؟هذه فرصة لكل من يرى ظالما أن يردعه عن ظلمه، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد "فرمضان فرصة للتوبة عن القيل والقال، والنميمة، ورمضان فرصة لرد المظالم، والاعتذار، وهو فرصة لمن يحب نفسه ويريد أن يقيها من النار، ولكن من يعقلها؟!همسة أمل:هذه فرصة لكل من أخطأ، وتجبر، وتسلط، وظلم، وخان الأمانة، وتحدث في أعراض الناس، ودمر البيوت، أن يتوب في شهر الغفران حتى لا يظلم نفسه قبل ظلم غيره وليذكر دائما الحديث:"ثلاث دعوات مُستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالِد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم"مبارك عليكم شهر الغفراندمتم في حفظ الله ورعايته