18 سبتمبر 2025
تسجيلإن الإسلام شمس مضيئة أنارت ظلام الجاهلية وهو دين الحب والأمل و الحياة واليسر، وشرائعه هي شرائع الحق والعدل وأحكامه هي أحكام الحياة، والتفكر في آلاء الله تعالى وآياته تجعل الإنسان يقف على حقيقة بديع خلق الكون وأجزائه، و النظرة السليمة التي ينبغي أن نسلكها نحن المسلمين ليست التي تقف بنا عند ظواهر الأشياء، بل التي تحملنا من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب، إنها لصورة قاتمة باهتة مخيفة تلك التي رسمها البعض للإسلام في أذهان الناس حتى صار الناس يخافون من الدين ومن التدين، لأنهم يظنونه شيئا قاسيا لا يرحم وأتباعه غلاظ لا يلينون وأحكامه سيف قاطع على الرؤوس، وقد استثمر البعض هذا الموقف واتهموا الإسلام بالحقد والكراهية وكل أوصاف التجهم والتعصب والعنف، حتى لكأنها صارت حقيقة، وأُسقط في أيدينا وظن بعضنا أن هذا الزيف حقيقة ،ولكن الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم نور يستضاء به في ظلام الجاهلية ومحبة خالصة تؤلف بين القلوب، فالحديث في الدين والفُتيا فيه والعلم بالأحكام لا يقف عند حد وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وتناقل الفتاوَى بغير علم ومعرفة ،فمثل هذه الأمور تمثل خطرا على شريعة الله وأحكام الدين. إن الحديث في مسائل الدين والشرع من المناصب الإسلامية الجليلة و الأعمال الدينية الرفيعة والمهام الشرعية الجسيمة، يقوم فيها من أنعم الله عليه بنعمة العلم وفهم النصوص بالتبليغِ عن رب العالمين، ويؤتمن على شرعه ودينه، وهذا يقتضي حفظَ الأمانة والصدقَ في التبليغ والرحمة بالناس والعامة، لذا وُصِف أهل العلم والإفتاء بأنهم ورثة الأنبياء والمرسلين، والْموقّعين عن رب العالمين والواسطة بين الله وخلقه، فمن خصائص الداعي أن يراعي حال السائل ومناسبة الوقت وهذا باب عظيم يتعاضد مع الأدلة الشرعية ولا يتعارض معها وهذا هو الحال بالنسبة للأمور الشرعية وما ينبغي أن يراعى فيها حال الناس ومناسبة الزمن والوقت ، فإن لم يكن الوقت مناسبا لإظهار أمر دعوي أو رأي خاص فلا يخرجه الداعية ،وهذا مما ينبغي أن يتربى عليه الداعية من خلال قوته العلمية بالإضافة إلى مخالطة الناس والدخول إلى عمق مشكلاتهم والمشاركة في حلها والإصلاح بينهم والقرب من واقعهم، ولكن ما نراه وما نطالعه على صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي حول اختلاف علماء المسلمين وفتاوى جديدة ما أنزل الله بها من سلطان ،وتناسى هؤلاء أن هذا من أخطر الأمور التي تثير الشك عند العامة وتجعل الكثير ينظر إلى ديننا الحنيف بنظرة مختلفة عن حقيقته ،فهل علم كل من يتصدر الحديث في أمر الدين وإظهار الفتاوى والأحكام ما هي شروط المفتي وهل تنطبق عليه هذه الشروط أم لا؟ أم هي شهوة الشهرة وحب السمعة التي أصبحت مرتعا للظهور والرياء وحب الذات بإصدار الفتاوى على الهواء بدون رقيب ولا حسيب، وما يريد بعضهم ألا أنه يظهر بمظهر المتمكن يريد عرَض الحياة الدنيا ونسي مسؤولية ما يقول ،فنسأل المولى أن يقينا شر الليل إذا أظلم وأطبق بعتمته ومن جماعات النمامين الذين يقطعون روابط الألفة وعلاقات المودة بسعيهم ومؤامراتهم ونمائمهم ،ومن شر الحاسدين الذين أكل الحسد قلوبهم فأعماهم عن الالتجاء إلى الله، فشهر رمضان المبارك شهر الصوم وشهرالرحمة والإحسان وشهر الدعاء فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ويتقبل الله من عباده أعمالهم وتفتح أبواب السماء فيجيب الله الدعاء ويعطي لكل سائل سؤله ،لذلك أمرنا المولى عز وجل أن نتضرع إليه ونسأله فقال "ادعوني أستجب لكم " لذا يجب على كل مسلم أن يتحصن بذكر الله ودعائه ويتعلق برحمة ربه خاصة في هذه الأيام المباركة.