12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبد ه ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان،» رواه البخاري ومسلم.والمراد من هذا الحديث أن الإسلام مبني على هذه الخمس، فهي كالأركان والدعائم لبنيانه، فلا يثبت البنيان من دونها، وبقية خصال الإسلام كتتمة البنيان، فإذا فقد منها شيء، نقص البنيان وهو قائم لا ينتقض.والمراد بالشهادتين الإيمان بـالله ورسوله.وأما إقام الصلاة، فقد وردت أحاديث متعددة تدل على أن من تركها، فقد خرج من الإسلام، ففي " صحيح مسلم " عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة».وفي حديث معاذ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة» فجعل الصلاة كعمود الفسطاط الذي لا يقوم الفسطاط ولا يثبت إلا به.وقال عمر: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئا تركه كفر غير الصلاة. والجمهور على أنه لا يكفر بذلك كفرا مخرجا من الملة. وما زال المسلمون يغسلون تارك الصلاة ويكفنونه ويصلون عليه، ويدفنونه في مقابر المسلمين، ويورثونه ويرثون منه.وكذلك إيتاء الزكاة: بأنه يؤديها المسلم من صالح ماله، طيبة بذلك نفسه، فيؤديها إذا حال على ماله الحول، لمستحقيها، ولا يعمد إلى أردأ ماله لينفقه، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.ثم صوم رمضان: لمن قدر على صيامه صحيحا مقيما، أو عدة من أيام أخر إن كان مريضا أو على سفر.وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا: هكذا جعل الله هذه الفريضة على من أطاقها، ووجد في نفسه صحة في البدن، وقدرة في المال، وأمنا في الطريق.وقد ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل شجرة لها أصل وفروع وشعب، فاسم الشجرة يشتمل على ذلك كله، ولو زال شيء من شعبها وفروعها لم يزل عنه اسم الشجرة، وإنما يقال هي شجرة ناقصة أو غيرها أتم منها. وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك في قوله تعالى: {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} [إبراهيم: 24] (إبراهيم: 24). والمراد بالكلمة كلمة التوحيد، وبأصلها التوحيد الثابت في القلوب، وأكلها: هو الأعمال الصالحة الناشئة منه. وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن والمسلم بالنخلة ولو زال شيء من فروع النخلة، أو من ثمرها، لم يزل بذلك عنها اسم النخلة بالكلية، وإن كانت ناقصة الفروع أو الثمر.ولم يذكر الجهاد في حديث ابن عمر هذا، مع أن الجهاد أفضل الأعمال، وفي رواية «أن ابن عمر قيل له: فالجهاد؟ قال الجهاد حسن، ولكن هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم».وفي حديث معاذ بن جبل «إن رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد»، وذروة سنامه: أعلى شيء فيه، ولكنه ليس من دعائمه وأركانه التي بني عليها، وذلك لوجهين: أحدهما: أن الجهاد فرض كفاية عند جمهور العلماء، ليس بفرض عين بخلاف هذه الأركان. والثاني: أن الجهاد لا يستمر فعله إلى آخر الدهر، بل إذا نزل عيسى عليه السلام، ولم يبق حينئذ ملة غير ملة الإسلام، فحينئذ تضع الحرب أوزارها، ويستغني عن الجهاد بخلاف هذه الأركان، فإنها واجبة على المؤمنين إلى أن يأتي أمر الله وهم على ذلك، والله أعلم.