15 سبتمبر 2025

تسجيل

حرب ترسيم الكانتونات الطائفية في العراق ؟

11 يونيو 2014

التطورات العسكرية الميدانية السريعة في العراق، وانهيار الجيش العراقي في معارك الموصل والفلوجة والأنبار، وعمليات النزوح الشعبي من المدن والجبهات العراقية الساخنة، واستمرار الخوض في مستنقعات الحلول الدموية البائسة المترافق مع انهيار منظومة الدولة العراقية بالكامل وفشل السيد نوري المالكي وطاقمه من كبار العاجزين والفاشلين في إدارة الوضع والسيطرة على التداعيات الخطيرة التي سببتها سياساته الخرقاء والدكتاتورية في التعامل مع قوى المعارضة السلمية وأهل الحراك السلمي الذي حوله المالكي بطيشه ورعونته لثورة عسكرية مسلحة إحتار الإعلام العراقي في وصفها بين كونها حركة مسلحة لأهل العشائر؟ أو لكونها تنظيم (داعش) أي الدولة الإسلامية في العراق والشام القادمة من تحت إبط جماعة القاعدة والتي للنظام الإيراني كما نعلم وتعلمون أطراف وأصابع خفية ولكنها معروفة في توجيه وبرمجة نشاطاتها!، ليس من المعقول ولا المنطقي تصديق الرواية الحكومية حول القدرات السوبرمانية لتنظيم داعش في إدارة المعركة على جبهتين قويتين في الشام والعراق؟ ولا يمكن أبداً تصديق أسطورة داعش المزعومة في ظل حالة التصعيد الطائفية الخطيرة التي يشهدها العراق بعد حملات التصفية الطائفية في كركوك وديالي والأنبار ومحاولات إعادة وإعداد رسم خطوط تماس طائفية عراقية قد تمهد السبيل لتقسيم نهائي وشامل للعراق وتحويله لمجرد كانتونات طائفية متناثرة ومتصارعة ومتخلفة وبائسة، ذلك المشروع التقسيمي القديم الذي اتضحت معالمه منذ عام 1980 والقاضي بتقسيم العراق لثلاثة دويلات طائفية مشوهة هي الدولة الكردية (قائمة حاليا واقعيا) والدولة الشيعية (موجودة) والدولة السنية (مشروع قائم)، وهو المشروع الذي عملت الدوائر الدولية الكبرى على إنضاجه وتهيئة الظروف الميدانية له منذ أربعة عقود بالتمام والكمال وحيث دخل العراق في حرب ماراثونية مع إيران أفرزت أوضاعا وظروفا أدت للاجتياح والاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990 وهبوب رياح عاصفة الصحراء عام 1991 دخل العراق وشعبه بعدها في حصار دولي قاسي وطويل كانت نتائجه تهشيم قواعد الدولة المركزية وتشويه القيم الاجتماعية للشعب العراقي، وتحفيز وتنشيط العصابات والجماعات الطائفية بفكرها الشاذ من مختلف الأطراف، ثم جاءت الضربة القاصمة مع حرب تدمير واحتلال العراق وإنهاء الجيش والمؤسسة الأمنية العراقية وبما حول العراق لمنطقة جذب وميدان معركة للجماعات المتطرفة في الشرق بأسره ومن ثَمَّ نشوء أوضاع طائفية تمثلت بهيمنة أحزاب طائفية فاشلة وبائسة وعقور أسهمت أبعد مساهمة في تكسيح العراق وفرض التخلف على شعبه عبر حشوه بمخلفات الأفكار الخرافية والعدمية حتى تحول الشعب الذي كان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي نموذجا للشعب القارئ والمثقف لشعب هائم على وجهه في الطرقات وانضوى شبابه تحت ظلال عصابات وميليشيات طائفية بائسة زرعت الرعب والخوف والدمار وأسست لحالة التقسيم المجتمعي السائدة حاليا والمترافقة مع فشل حكومي مريع بسبب جهل الحكام والمتنفذين وديمومة سيطرتهم على السلطة التي يسيرون ملفاتها من خلف القلاع والحصون المشيدة تاركين عموم الشعب العراقي لمصيره، معارك العراق الدامية اليوم والمترافقة مع شلل حكومي بسبب العجز عن تشكيل حكومة عراقية فاعلة حتى وإن تشكلت فإنها لن تفعل الكثير لكون برنامجها برنامجا هشا وطائفيا.