15 سبتمبر 2025
تسجيلأكتب هذا المقال وأنا في مدينة "مراكش" الجميلة التي اخترتها لتكون وجهتي الثانية للتطوع الخارجي بعد الحدود السورية التي زرتها من قبل، وتم اختيارها بين 19 وجهة أفريقية وآسيوية ولاتينية لتقارب الثقافات وقدرتي على دعم المتطوعين الأجانب في اللغة العربية.وصلت إلى سكن المتطوعين ووجدت أفضل الناس في الأخلاق والإنسانية من جنسيات مختلفة مثل ايرلندا، أمريكا، قبرص، باكستان، وبريطانيا. سافرنا جميعاً من المملكة المتحدة إلى المغرب عبر شركة بريطانية تنظم الرحلات التطوعية. أعمار المتطوعين تبدأ من 18 عاماً ولا تقف عند حد معين، فالكثير من الطلاب دفعوا مالهم ووقتهم وجهدهم وحماسهم للسفر إلى دولة أخرى ليس لهم فيها مصالح، ولا يوجد فيها مايشابه دينهم أو ثقافتهم أو لغتهم فقط للمساعدة وإضافة بصمة في المجتمعات الفقيرة والمدارس وأدوار الأيتام.كان وجودي كمتطوعة عربية شيئاً جديداً على المسؤولين في المركز الذين تعودوا على كل الجنسيات إلا العربية، مما عصر قلبي ألماً لأنه في نفس الوقت الذين يتطوع الشباب الأوروبي في دول مختلفة حول العالم، يصرف الكثير من الخليجيين أموالهم لشراء الماركات والكماليات. لا يهم كم من المال نملك، بقدر مايهم كيف نستعمله؟ وفي ماذا؟ ولماذا؟.. كم أحزن جداً عندما أرى من يرزقه الله نعمة المال يستعمله في غير مكانه، ومن يفتقد إلى المال ويملك حب العطاء يصرف كل ريال في جيبه على التطوع والخير، فالتطوع والعطاء ومشاركة العالم وقتنا وجهدنا وعلمنا يجعلها تتضاعف وتصبح أجمل للجميع.في الأيام الماضية أنجزنا الكثير من الأشياء مثل الطبخ للمشردين والمشاركة في الكثير من أدوار الأيتام لعمل النشاطات واللعب معهم، بالإضافة إلى صبغ مدرسة وجعلها أفضل لأطفال مدرسة ابتدائية في المغرب. إن الحقائب تنتهي موضتها، والسيارات ينتهي موديلها، والتعلق بالماديات يخلق أشخاصا ماديين لا يشعرون بالجانب الآخر في المجتمعات الفقيرة وغير المتعلمة. أفضل استثمار في الشباب هو استغلال صحتنا وأموالنا في فتح قلوبنا للعالم والسفر إلى من يحتاج وجودنا للمساهمة في مجتمعات أفضل.أتمنى أن أرى الشباب العربي عامة والخليجي خاصة يساعد ويتطوع ويخصص جزءاً من حياته في استعمال نعم الله الجميلة في المبادرات الإيجابية للمساهمة في تغيير العالم. يقول ستيف جوبز: (الأشخاص الذين لديهم مايكفي من الجنون حتى يعتقدوا أن بإمكانهم تغيير العالم، هم من يغيرون العالم).