13 سبتمبر 2025
تسجيلإن شهر رمضان المبارك يحمل لنا الكثير من الرسائل العملية التربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، فهو مناسبة قيمة وفرصة عظيمة لكل مسلم للتخلي عن العادات السيئة؛ فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية الخاطئة أو المعوجة، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن استغلَّ هذا الشهر الكريم في الطاعات والعبادات وصالح الأعمال. فيُعَدّ شهر رمضان اختبارًا عمليًّا يتعلم منه المسلم كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره، ويعيد النظر في بعض عاداته وتقاليده ومألوفاته، كذلك تقوية الإرادة الذاتية، وحُسن المراقبة لله في كل الأعمال. فيساهم كثيرًا في التخلي عن العادات السيئة واتباع نمط العيش الصحي، فالصيام يفرض الانقطاع عن الطعام والشراب وكل ما يدخل جوف المسلم لفترة طويلة من اليوم؛ مما يشكل خير فرصة للمدخنين للإقلاع عن التدخين. بالإضافة إلى ضيق وقت المسلم بعد الإفطار لقيامه بالعديد من النشاطات التي يقوم بها الصائم بعد الإفطار من زيارات عائلية وصلاة، والتي تشغل الإنسان عن التدخين وتساعده على الإقلاع نهائيًّا عن هذه العادة الضارة من خلال التخفيف بشكل كبير منها. فالتدخين من العادات القبيحة التي يحرمها الدين، فضلًا عن استنكار العقل السليم لها. والتدخين فيه من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال. وأكدت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وعدد كبير من الأمراض المهلكة عياذًا بالله. وهذه العادة تكون في البداية تقليدًا أعمى، ثم تنقلب إلى بلاء يصعب التخلص منه، ولكن المسلم المطيع لا يصعب عليه شيء. فأَعلِنْها الآنَ توبةً صادقةً خالصةً لله في رمضان على التخلص من كل عاداتك السيئة وأخطائك السابقة، ومن ضمنها الإقلاع عن التدخين. فاستعن بالله وادْعُه مخلصًا أن يمنحك القوة والتوفيق لتقلع عن التدخين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله). وعليك أن تقرر ذلك بشكل قاطع وعزيمة صادقة، كما يقول الله تعالى: {مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. اجعل رمضان هذا العام موعدًا مناسبًا وفرصة عظيمة لك للإقلاع عن التدخين، ولا تسمح لنفسك بالتأجيل والتسويف في فعل هذا الخير حتى لا ينقص ذلك من أجر صومك ويؤثر على صحتك وحياتك كلها. جعلني الله وإياكم من الطائعين المُخبتين الصالحين وسائر المسلمين. اللهم آمين.