14 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تكونوا "مفترين" (2)

11 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في مقالي الأخير هنا في الشرق بهذا العنوان، قلت إن جيل الشباب "مفتري"، ولا يعرف أنه ولد ونشأ والدوحة مكتملة النمو، وموعودة بتحولات بنيوية هيكلية ضخمة، ومن "يأكلها والعة"، أي يجد الشيء جاهزا، لا يعرف حجم الجهد الذي بُذِل لإنجاز كل ما يعتبره جيل الشباب "عاديا"، لأنهم فتحوا أعينهم على الدنيا، ووجدوا العتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو، ولم يشتروا الأثاث المنزلي مثلنا من سوق النجمة، والملابس بالكيلو من سوق الخميس — والجمعة.ولست معنيا اليوم بتذكير الشباب بـ "كنا فين وبقينا فين"، من حيث التوسع العمراني الأفقي والرأسي، بل بأن حقائق يعتبرونها عادية هي في واقع الأمر "فوق العادة"، فحتى مطلع الألفية الثالثة كان مستشفى حمد العام، مثلا، ساحة للهواش والصراخ لأن المرضى لم يجدوا "مواعيد قريبة" لمقابلة الأطباء، ورغم أن المستشفى ظل دائما يحتضن كفاءات طبية عالية، إلا أن قدرته الاستيعابية كانت محدودة نسبيا، واليوم فإن هذا المستشفى واحد من أفضل ثلاث مستشفيات، ومختبراته هي الأفضل على الإطلاق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (به أكثر من 2000 سرير اليوم)ثم يا مفتري، هل كنت تحلم بتلقي تعليما "أمريكانيا" مصفى، وانت عايش عند أمك وأبوك؟ المدينة التعليمية في نظركم "عادي"؟!! اكشفوا على نظركم لأنه لا يوجد مكان في العالم فيه كلستر cluster (مجمع) جامعات ذات شنة ورنة كتلك الموجودة في المدينة التعليمية. هل تعلم أن جامعة تكساس في المدينة التعليمية تحتل المرتبة 355 بين جامعات العالم، علما بأن بالولايات المتحدة وحدها بها 4352 جامعة معترف بها، إلى جانب المئات من الجامعات الكتبلاص، التي تعطي الشهادات لكل قادر على دفع "المعلوم"، وأن عدد الجامعات في العالم يزيد على 26500.. طيب وجامعة قطر التي بدأت مسيرتها من مبنى مخصص لمدرسة ثانوية عام 1979، (نفس العام الذي قدمتُ فيه الى قطر ويقول السودانيون عن الشخص الذي يتوافق قدومه مع حدوث أمر طيب إنه "قَدَم خير")، ولم تكن تستوعب أكثر من مائة طالب، صارت اليوم واحدة من أفضل عشر جامعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي من بين 480 جامعة، وتحتضن اليوم نحو 8990 طالبا، يقوم على تدريسهم 949 محاضرا وهذه من أعلى نسب "أستاذ — للطالب". عالمياهل تذكرون مطار الدوحة القديم؟ كسوداني أذكره جيدا، فعند قيام كل رحلة جوية منه الى الخرطوم، كانت الشرطة تمنع المودعين السودانيين من دخول صالة المغادرين، لسبب بديهي، وهو أن عشرة زولات كانوا يرافقون كل مسافر، وسيم سيم في المستشفى، فمن يتقاسم غرفة مستشفى مع مريض سوداني، "يتصنع" الشفاء حتى يغادر المستشفى وينعم بالنوم في بيته، لأن المريض السوداني يستقبل خمسة زوار كل خمس دقائق.ومؤخرا صرت أسافر عبر مطار حمد الدولي، ويوصلني ولدي إلى البوابة الخارجية في المطار، ثم يقول لي: باي، وهو داخل السيارة، ليس لسوء أدب فيه، بل لأنه يعرف أنه لا مجال لمواويل الوداع المطولة، في مطار يفرغ المسافر فيه من إجراءات سفره خلال ربع ساعة، إذا كان مسافرا بخط طيران "ابن ناس"سكايتراكس اختارت مطار حمد الدولي كأفضل مطار... وين؟ في الشرق الأوسط؟ آسيا؟ أوروبا؟ لا بل في العالم. سامعين يا عالم؟ أفضل مطار في الكون، والخطوط الجوية القطرية وبشهادة سكايتراكس شركة طيران خمس نجوم بمعايير الجودة في الخدمات المقدمة للمسافرين، دعك من أن لديها رحلات منتظمة الى كل مدينة في العالم بها مطار محترم، وخذ في الاعتبار أن مافيا الطيران الأمريكية فشلت في منافستها، وتريد من الأخرق المخرف دونالد ترامب أن يحد من نشاطها في المطارات الأمريكية، ووزارة الداخلية القطرية أثبتت أنها "قد" التطور، فصارت البوابات الالكترونية تتعرف حتى على الجوازات، وليس فقط البطاقات الشخصية، والوزارة "على بعضها" وبجميع إداراتها صارت الأكثر "عصرية" في المنطقة، وحتى شرطة المرور التي يتمنى كل سائق ألا يرصدوا له مخالفة، قد يكمشوك ولكن إجراءات الكمش والتحقيق والتسوية بطريقة أو أخرى، لا تستغرق سوى دقائق (ما لم تكن قد سببت أذى جسيما لنفسك أو لغيرك)، فقد صار التعامل مع كل أقسام الوزارة يتم بطقطقة بعض الأزرار في الهاتف أو الكمبيوتر، وخلال ثوان يطرش لك مطراش 2 الخدمة المطلوبة.اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال.