31 أكتوبر 2025

تسجيل

سقوط هيبة الدولة العراقية.. مجازر مروعة؟

11 مايو 2015

تغول الميليشيات الطائفية العراقية وتحولها لجيوش تكتسح معاقل الدولة ذاتها وتحاول فرض رؤاها وسياستها وتطبيق قوانينها، هي من أبرز الملامح التي ميزت حكومة حيدر العبادي التي جاءت بعد فشل سلفه نوري المالكي الذي ضيع بسياسته الفاشلة الخرقاء ثلث أراضي العراق، فيما أجهزت مافيات فساده على تدمير المقومات الاقتصادية للدولة، فبعد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في مواقع استراتيجية مهمة في شمال غرب العراق وسيطرته على مراكز ومدن حيوية، خرجت على الملأ العراقي فتوى الجهاد الكفائي التي أنتجت ظاهرة الحشد الكفائي التي تحولت بحكم الضرورة وطبائع الأمور لغطاء طائفي شرعي وسميك يحمي ظهر العصابات الطائفية والمذهبية التي جندتها ومولتها ودربتها دوائر الحرس الثوري الإيراني لتقود العمليات العسكرية في العراق ليس كجيش رديف ومساعد للجيش الحكومي العراقي بل أضحى الهدف الرئيسي تكسيح الجيش وإزاحته وتحويل (الحشد) لجيش عراقي بديل لا ينفذ أوامر الحكومة العراقية بل قيادات الحرس الثوري الإيراني، وكانت المفاجأة الكبرى بعد ترؤس هادي العامري قائد فيلق بدر التابع للحرس الثوري والذي يحمل أيضا رتبة عميد في الحرس الثوري رغم كونه وزيرا سابقا ونائبا برلمانيا حاليا هي الظهور العلني والصريح للإرهابي الدولي المطلوب للولايات المتحدة ولدولة الكويت جمال جعفر محمد المعروف بأبي مهدي المهندس كنائب لقائد الحشد الشعبي يجتمع علنا مع رئيس الوزراء العراقي العبادي ومع قيادات الدولة العراقية رغم أنه إرهابي ومطلوب دولي!! ولكنه يحظى بالدعم والرعاية الإيرانية المباشرة في مشهد غريب ومعقد هو القمة في السوريالية!! إذ أن قوات الحشد تتقدم أرضيا فيما طائرات سلاح الجو الأمريكي تحميها!!وهي حالة غير مسبوقة عالميا!!، وهذه الحالة من الفوضى السائدة في العراق مع ترهل الدولة ومفاصلها الحيوية الأمنية والعسكرية كانت لها نتائجها المباشرة في تحول الميليشيات لغول قاتل يلتهم كل عناصر الوحدة الوطنية والسلام الأهلي، فمجزرة فظيعة من طراز مجزرة سجن الخالص التي أعدم فيها 50 شابا ومعتقلا سنيا من قبل عصابات العصائب التي يقودها الإرهابي قيس الخزعلي أحد وجوه الحرس الثوري الإيراني في العراق، هي مقدمة لجرائم تصفيات طائفية واسعة سيكون العراق ساحة لها تمهيدا لإعلان يوم التقسيم القادم القريب، لا أدري أين مسؤولية وزارة الداخلية المسؤولة عن السجون والمعتقلات والتي يقودها أهل الميليشيات الإرهابية الإجرامية ذاتهم الذين يرومون اليوم للسيطرة أيضا على وزارة الدفاع ليكون العراق ملفا مركزيا من ملفات السيطرة الإيرانية المطلقة في الشرق؟ ما يحصل هو أمر فظيع تجاوز الخطورة منذ زمن طويل، وهو استهتار فظ بقيم الدولة والمواطنة وتطاول وقح على كل مقومات الدولة والمجتمع المعاصر الحديث، الميليشيات باتت تنفذ أحكام الإعدام وعلى أسس طائفية رثة خارج الإطار الطبيعي والقانوني للدولة العراقية المنهارة، وهي اليوم بصدد تنفيذ سيناريوهات إرهاب جهنمية ستهز العراق وتقلب الطاولة بالكامل على دعاة سيادة الدولة وتؤسس للفوضى الإيرانية المطلوبة خصوصا وأن الإيرانيين يقاتلون اليوم بشراسة في مناطق مختلفة من الشرق للدفاع عن مصالحهم التي هي على وشك الانهيار التام.. ما حصل في الخالص من اقتحام للسجون وإطلاق لسراح مجرميهم وتنفيذ حكم الإعدام التعسفي والإرهابي خارج إطار قانون الدولة وسيادتها وهيبتها، أمر سيتكرر ضمن برنامج تصعيدي للفوضى العراقية تحرص العصابات الطائفية على إقراره من أجل التعجيل بالهيمنة على السلطة وتحويل العراق لقلعة نفوذ طائفية لمكون معين وتحت الحماية الإيرانية المباشرة!!، كل الطرق مفتوحة اليوم لتدمير العراق وتشظيه، والطريق لجهنم العراقية مفروش ببنادق الحشد وشعارات الثأر الطائفي الانتقامية، فبسقوط هيبة الدولة سقطت أشياء كثيرة وأهمها الوحدة الوطنية التي تحولت لأسطورة من الماضي!