10 سبتمبر 2025

تسجيل

علاقة البيئة الصحية بالرياضة

11 مايو 2011

ترتبط الرياضة ارتباطا وثيقاً بالطبيعة، والبيئة الصحية ضرورية للرياضة الصحية. إن هذا الارتباط الوثيق بينهما هو الذي يدفع ويحث الرياضيين على الحفاظ على بيئتهم، فإن البيئة غير الصحية تقتل في الأفراد دافع المواظبة على الرياضة بل يمكن أن تؤثر سلباً على مدى ملاءمة مكان أو حدث رياضي بعينه وتنطوي المرافق والأحداث والأنشطة الرياضية أيضاً على آثار في البيئة. ومن ناحية أخرى، فالرياضة أحد أكثر الوسائل الشعبية. والبلايين من البشر لديهم حماس لشكل أو آخر من أشكال الرياضة. ونظراً لكبر عدد الناس المشاركين في الرياضة، بجميع مستوياتها، هناك جمهور غفير يوجه إليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة رسائله البيئية من خلال مناسبات الأنشطة الرياضية. وينظر ملايين من الناس إلى الرياضيين الناجحين والرياضيات الناجحات باعتبارهم قدوة لهم، بما يجعل هؤلاء يمتلكون القدرة على القيام بدور رئيسي في التأثير على سلوك المجتمع وتشكيله لصالح البيئة. فالشخصيات الرياضية المرموقة في معظم دول العالم نجدهم في مقدمة الصفوف لمساعدة مجتمعاتهم في مواجهة مختلف القضايا البيئية الحاسمة والمؤثرة، فالرياضية بفضل شعبيتها وتأثيرها يمكنها أن تصبح عاملاً قوياً للتغيير في عادات وسلوكيات المجتمع الضارة بيئياً بما يدفع المجتمع بأكمله إلى مزيد من الحفاظ على البيئة. وجدير بالذكر أن المنظمات الدولية قد اهتمت بشكل كبير بقضية العلاقة بين الرياضة والبيئة وعلى سبيل المثال لا الحصر، فنجد أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بدأ عمله في مجال الرياضة والبيئة في عام 1994، عندما وقع اتفاقاً تعاونياً مع اللجنة الأولمبية الدولية، وفي نفس السنة، اعترافاً بأهمية حماية البيئة والتنمية المستدامة، أصبحت البيئة البعد الثالث للفلسفة الأولمبية جنباً إلى جنب الرياضة والثقافة، حيث أنشأت اللجنة الأولمبية لجنة للرياضة والبيئة لإسداء المشورة للمجلس التنفيذي بشأن دمج قضايا البيئة في التحضيرات وفي إقامة الألعاب الأولمبية، واليوم أصبحت البيئة من المعايير الرئيسية في اختيار الأماكن التي تقام عليها الألعاب الأولمبية. وفي نفس الوقت.. فقد قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة.. واللجنة الأولمبية الدولية بالتعاون مع اتحادات ورابطات رياضية أخرى بوضع جداول أعمال القرن 21 للرياضة والبيئة، ووضع معلومات أساسية عن الترويج للتنمية المستدامة عبر الرياضة، كما طور برنامج الأمم المتحدة للبيئة أيضاً شراكات مع منظمات أخرى مهتمة أو مشاركة في أنشطة متصلة بالرياضة، وعمل مع أصحاب صناعات السلع الرياضية للترويج لتطوير منتجات صديقة للبيئة، كما عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة مع التحالف العالمي للرياضة الذي يتخذ مقره في اليابان، وذلك لتنظيم منتدى عالمي للرياضة والبيئة. لقد أصبحت البيئة أحد أهم المعايير لتقييم واختيار المدن التي تستضيف الألعاب الأولمبية كما أن لها أولوية كبيرة في الإعداد للألعاب. كما يمكن أن تكون الحشود والجماهير الرياضية هي الوسيلة الأهم لزيادة الاهتمام وتطوير الدعم، وتعد المرافق الرياضية، الفعاليات والبنية التحتية من المعدات الرياضة ذات التأثير الكبير على البيئة. كما أن استهلاك الطاقة، تلوث الهواء، تآكل الأوزون، التخلص من المخلفات واستعمال المخلفات تؤثر على التنوع البيولوجي وهي المواضيع التي يجب أن يتناولها العالم الرياضي، كما أشير هنا للدور المهم الذي تلعبه دولة قطر للربط بين الرياضة والبيئة: — حيث أقيمت وللمرة الأولى في الشرق الأوسط، فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للرياضة والبيئة بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي نظمته اللجنة الأولمبية القطرية بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. حيث قام سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، بافتتاحه حيث يهدف المؤتمر إلى تفعيل علاقة الرياضة بالبيئة من خلال دعوة جميع المهتمين بالشأن البيئي في علاقته بالرياضة لكي يسهموا قدر استطاعتهم في جعل الرياضيين أول المدافعين عن سلامة البيئة واستمراريتها سليمة لأجيال المستقبل. كما تسعى قطر إلى تنظيم مونديال صديق للبيئة، من خلال الاعتماد على تقنية الحد من الكربون عند استضافتها لمونديال كأس العالم 2022 الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط. ونستعرض الآن فكرة جديدة وهي فكرة خرجت من إحدى شركات الطاقة الصديقة للبيئة في الولايات المتحدة بمشروع جديد للحصول على كهرباء بصورة تتوافق مع "المعايير الخضراء" وذلك عبر إضافتها مولدات إلى أجهزة الجري والتمارين الموجودة في النوادي الرياضية، ما يسمح لهواة الرياضة بخسارة الوزن وإنقاذ البيئة في آن واحد. وقامت الشركة، التي تحمل اسم "الثورة الخضراء" وتتخذ من ولاية كناتيكيت مقراً لها، بإضافة المولدات إلى 17 جهازاً رياضياً في أحد النوادي، مع وصلها إلى نظام الكهرباء فيه بحيث يكون النادي المستفيد الأساسي من كمية الطاقة المنتجة. وقال المدير التنفيذي للشركة، جاي ويلان، في حديث لـCNN، إن الفكرة أتته عندما كان يتمرن بعد إصابة ألمّت بكتفه مضيفاً: "قلت لنفسي: لابد من وجود طريقة للاستفادة من الطاقة التي أُنتجها وأنا أحاول مداواة كتفي." ويشير ويلان إلى أنه استعان بخبرات مهندس مختص طوال 18 شهراً لبناء المولد الذي وصفه بأنه "فعال" ويعمل عبر وصله إلى عجلات أجهزة الجري والتدريب. ويؤكد أن سعيه لتركيب جهاز يمكن إضافته إلى عجلات الآلات هدفه تحسين التسويق، إذ ان المستهلك لن يكون مضطراً لشراء عجلات أو أجهزة جري جديدة، بل يمكنه إضافة المولد مباشرة إلى جهازه ومن ثم يوصله عبر سلك خاص بجهاز للتحكم الكهربائي. ويؤكد المدير التنفيذي لـ"الثورة الخضراء" أن ردود الفعل على الجهاز كانت ممتازة من قبل المتدربين في النادي، خاصة أنهم زودوا بجهاز يظهر كمية الطاقة الكهربائية التي أنتجوها إثر تدربهم. وتكفي جلسة تمرين واحدة لتشغيل جهاز كمبيوتر محمول لمدة ساعة، ما يوفّر 50 إلى 170 غراماً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، غير أن التأثير سيكون أكبر بكثير في حال اتسع استخدام الجهاز عالمياً.